أغمضت “زينوبة” عينيها، وفارقت روحها الملهمة الجسد، بعد أن استخلص فلذة كبدها، السر عثمان الطيب من “حليبها” ووريدها “ألياذة حنان سوداني”، سقى بها الأمهات وأبكى بطعمها الأبناء.
ماتت “زينب بت مُحمّد ود أحمد علي”، الذي ناجاها السر ذات شوق وهو طالب السنة الأولى بمعهد المعلمين بأم درمان:
“شوفي الزمن يا يُمة ساقني بعيد خلاص/ جرّعني كاس/ درْدرني واتغربت واتعذبت يا يُمة ورّيني الخلاص/ ساقني الزمن منك بعيد لأذايا كاس/ يا يُمة يا نور الصباح وكتين يطل/ يا يمة يا بدري البشع دايماً بهل/ يا يُمة يا فيض الحنان الما كِمل/ وآ شري يا زينوبة ولدك في دروب الشوق كِتل”
ومن تصاريف الأقدار، ان الراحل حميد أسلم الروح مسرجاً صهوة “التحدي” ليلحق تدشين ديوان “بحر المودة” الذي شكّلت نسيجه “زينوبة” نفسها التي كانت بينهما مقياساً للتواصل والرحيل
الطالب حميّد نفسه كتب من مدرسة عطبرة، بالتزامن مع فيضان “بحر المودة” يقول لوالدته “سعيدي بت أم زين”:
“وريني شن طعم الدروس مادام بكانا مشى قطر/ وكيف ذاتا ترتاح النفوس تقبل قرايتاً فى سفر/ يا يُمه حان الإمتحان من وقتو بس فاضل شهر/ ما أظنى من جور الزمان انجح وأجيب ليكم نمر/ كيف ذاتى يا نبع الحنان انجح من آلام السهر/ عمرك سمعتيلك جبان خاض المعارك وانتصر”؟!
– (“زينوبة” كُر من حالى كُر، و”السر” قاعدلُو فوق نيران جمر)
– أحر التعازي لحبيبنا السر في “ست الحبايب”..