باتت السرقة مهنة لبعض النساء من مختلف الأجيال والفئات الاجتماعية الكبرى والصغرى، فالسرقة لدى النساء تعطي مؤشراً لبعض الحالات التي تعيش وسط مجتمعات هشة تعاني التفكك الأسري، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من الاضطرابات النفسية المرضية منذ طفولتهنّ فأحدثت أزمة في البنية العاطفية.
وأصبحت أغلب النساء تتملكهنّ رغبة الحصول على السلع المنزلية والمعروضات الخاصة والكريمات وغيرها، لتحقيق رغبات مكبوتة أو أشياء حُرمنّ منها بسبب الظروف التي عشنّها، وهناك أيضاً نساء نشأنّ في بيئة اجتماعية محاطة بتدني السلوك الأخلاقي، وتعاني من مشكلات التسول والإدمان والفساد الأخلاقي الذي حرمه الدين الإسلامي.
عادة سيئة
وفي السياق، يقول أيمن محمد إن السرقة صفة ذميمة، والسارق عنصر فاسد في المجتمع، إذا تُرك صار فساده في جسم الأمة، لذا يجب حسمه بالحد. وأضاف: التشريعات والقوانين واضحة في هذا الصدد، لذا لابد من بتر العضو الآثم، الباغي، وقطع الكف الظالمة التي تأخذ ولا تعطي وتمتد إلى ما لا يجوز لها الامتداد. وأشار إلى أن الإنسان يولد على الفطرة، وغالباً ما يحدث التغير بعد ذلك، لأن الأخلاق فيها صفات مكتسبة، تلعب فيها التنشئة والتربية دوراً مهما. وقال الصواب أن نجتهد في تغيير الصفات السيئة باستبدالها أو بتحويل مجاريها.
احترافية عالية
من جهتها، ترى سعاد الطاهر أن السرقة أكبر عيب لاسيما عندما تقوم بها النساء. وطالبت الأسر بتوفير احتياجات أبنائها خاصة الفتيات قدر المستطاع حتى لا يلجأنّ للنظر إلى أشياء ليست من حقهنّ، واعترفت سعاد بالضائقة المالية التي تعيشها كل أسرة دخلها ضعيف أو متوسط في ظل الارتفاع المهول في الأسعار، لكن في ذات الوقت لفتت إلى التطور التكنولوجي وجنوح الفتيات لمواكبة الموضة التي لابد أن يقدرها الوالدين، وحكت أن الصدفة سنحت لها الجلوس بجانب طالبة جامعية يدل شكلها على أنها من الأسر الثرية، لكنها سرقت محفظتها حتى أنها لم تحاسب الكمساري بدفع استحقاقه. وأضافت: “اطمأننت لها لكنها طلعت سارقة محترفة”، وأنا بقول يا بناتي وأولادي خلوا إيمانكم بالله قوي وانتو ناس كبار أفضل ترزقوا من عرق الجبين ولا تسرقوا من الغير لأنه ربما يكون هو أيضاً محتاج للذي أخذتموه منه بغير وجه حق.
تخصص في الداخليات
نجد أن هناك مجتمعاً زاخراً بفنون وأساليب السرقة، فنجد أنها تنتشر وسط طالبات الداخليات الموجودة في أنحاء العاصمة المثلثة، يوم أن اكتشفت إحدى الطالبات التي تسكن بالداخلية أن النماذج كثيرة من خلال وجودها في مجتمع الداخليات شاهدت العديد من السرقات. وقالت إن لديها إحدى الزميلات في السكن مريضة بداء السرقة بانتظام، واشتهرت بسرعتها في الوصول لهدفها. وتضيف أنها تتميز بسرعة فائقة في التقاط التلفونات وأجهزة اللابتوب في أقل من ثانية حسب وصفها، وأن ذلك الأمر يجعل الطالبات يحرصنّ على مقتنياتهنّ حرصاً شديداً في ظل وجود الفتاة، إلى ذلك فالنماذج عديدة وسط مجتمع الداخليات المكتظ بمختلف صنوف البشر والأحاجي والروايات كثيرة لشخصيات متخصصة في سرقة الداخليات، وظلت تشكل حضوراً دائماً في أحوال السرقات التي يبلغ عنها في دفاتر إشراف مجمعات الطالبات.
داخل البيوت
من جهتها، أشارت السيدة ندى الطيب إلى السرقات التي تمارس داخل بيوت المناسبات، وحكت قصتها التي حدثت في بيت عزاء. وقالت وطعم المر يتساقط من فمها: “وضعت حقيبتي جانبا حتى أتمكن من أداء واجب العزاء، وعندما أنهيت مهمتي عدت أدراجي لأخذ حقيبتي لكنني لم أجدها، وأكدت ندى أن السرقة التي وقعت عليها سبَّبت لها العديد من الأضرار ولاسيما أنها تحتوى على أوراق ثبوتية ومستندات رسمية وأجهزة موبايل ومبلغ مقدر من المال”.
اليوم التالي