منهم من يكسو وجهه الأمل وآخر يجرجر خطواته هزيلاً حاملاً أمنياته بين طيات مظاريف الأشعة والتحاليل، جميعاً يتسابقون لبداية رحلة العلاج بالطب البديل، وقد أرهقهم الطواف بالمستشفيات، فاستنزف أموالهم وبدد أوقاتهم بين معامل التحاليل والأجهزة التشخيصية، مروراً بمقابلة الطبيب الذي يصفه البعض بأنه ينظر دوماً إلى جيب المريض إيذاناً بإفراغ أحشائه على طاولة مُسجِلِهِ مُطيحاً بأساس المهنة الإنساني.
الصحة أساس كل شيء
في مستهل حديثه، يتناول فوائد الطب البديل باعتباره أثبت نجاحاً في كل المجالات أكثر من نظيره الطب الأصيل. ويشير إلى أنه حقق منجزاً لا يستهان به، يتابع بابكر المدير العام لشركة النيل للأعشاب قائلاً: “جاءت الفكرة لتصحيح الأوضاع الخاطئة في تناول الأعشاب وتخزينها، والتطبب بها دون تشخيص مسبق”. ويُرجع بابكر نجاحهم في ذلك إلى مزج الطب البديل بالحديث والعمل العلمي الدقيق على أيدي خبراء أعشاب مؤهلين وأطباء يعملون وفقاً للمعايير العلمية المتعارف عليها. يمضي بابكر قائلاً: “نحن متأخرون في مجال الطب البديل مقارنة ببعض الشعوب مثل الصينيين الذين يستخدمون الأعشاب للعلاج والوقاية لذلك نجدهم من المجتمعات المتعافية والمنتجة”. وواصل: “الصحة أساس كل الحياة، لذا ينبغي الاهتمام بها”.
العافية درجات:
ينتقل بنا بابكر إلى الأقسام العلاجية في مؤسسات الطب البديل، بدءاً من الرقية الشرعية التي – بحسب رأيه – تثري الحس الروحي وتكمل دائرة العلاج الجسدي، يليها قسم الحجامة الحديثة، حيث شدد على أهمية تعقيم أدواتها وغرفها كل ساعتين باعتبارها جراحة مصغرة تجب فيها مراعاة النظافة والتعقيم بعناية، وتحت إشراف كوادر متخصصة، واستطرد: أما العلاج الانعكاسي بالماء، فهو اختراع جديد سوداني 100% إضافة للعلاج بلسعات النحل، وتوجد صيدلية عشبية متكاملة بجانب معمل تشخيصي حديث. وأخيراً العلاج بالأعشاب وهو أساس الفكرة، ويعقب بابكر قائلاً إنهم يؤكدون على المريض بأن يداوم على علاجه الطبي موازياً لمعالجتهم بالطب البديل وأنه لا يتعارض مع الأدوية الطبية. ونحن لا ندعي بأننا نعالج كل الأمراض، فمن يحتاج عملية جراحية أو ليس له عندنا علاج نوجهه للطب الحديث.
العلاج بالماء:
يعرب عن إنجازه بشيء من التفاؤل والفخر في تقدمه مسرعاً خطوات نجاحه في اختراع جهاز للعلاج بالماء في المناطق المنعكسة، ونال براءة اختراع 974 الدكتور كمال حسن عبدالله المعالج بالطاقة الحيوية معروف لدى العالم، كما أشار دكتور كمال مضيفاً في ذات السياق: “صنع الجهاز للاستفادة من طاقة الماء، وبذلك نسلط طاقتها في معالجة الأمراض، ولا ننكر بأن الماء له طاقة غير عادية لتكوينها على ذرتي هايدروجين وذرة أوكسجين وهو أساس الحياة، فالأول له طاقة جبارة تصنع منها القنابل الفتاكة”. ويعلق على اكتشاف العالم الياباني بأن الماء يتأثر بالعواطف، وكانت أبحاثنا في أسرار الماء كثيرة، واكتشفنا سرعة العلاج بالماء المالح مقارنة بالعذب. ويتابع: “كنا لانضيف للماء شيئاً لنثبت إمكانية تحويله إلى ليزر ومعالجته للأمراض ولاسيما إضافة الماء الممغنض أو ماء زمزم، فكانت النتائج باهرة بنسبة 80% إلى 100%”. ويقول: “تنقسم أنواع المرض إلى آلي وميكانيكي وآخر دوائي، يعمل العلاج المائي للعلاجين معاً بعد التشخيص السريري والفحص المعملي المتكامل”. ويضيف: “أي مرض لدينا له دراسة وعندنا ليهو مداخل وأهم ما فيه خلطة الماء ونسبة درجة حرارتها داخل الجهاز، وتختلف باختلاف الأمراض”. وينتقل دكتور كمال ليسمي مراحل العلاج بالتدريجية، الثلاث جلسات الأولى لعموم الجسم لزوال كل الأعراض الجانبية والأمراض الخارجية، وثانياً يستهدف بقية الجسم في المرحلة الوسطى للقضاء على المرض، المرحلة الأخيرة ثلاث جلسات وبعدها يتعافى المريض تماماً إلا بعض الأمراض المستعصية تحتاج لزمن أطول”. ويصمت للحظة قبل أن يلوح بأمانيه لتفهم الناس للعلاج الانعكاسي بالماء برؤية جديدة ومفخرة للبلد وأنه صناعة سودانية خالصة يمكن تطورها أكثر. ويضيف: صار لنا باع طويل في علاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لكي نجنبهم العزلة في المجتمع. وقدمت لنا شركات أمريكية عطاءً لبناء مبنى خاص للأطفال ومزاولة العالج المائي فيه بماعون يتسع لأكبر عدد، وإن دل ذلك إنما يدل على نجاحنا في معالجة الأمراض والإعاقات عند الأطفال، وأشار دكتور كمال إلى انتماء جهازه لأجهزة الهندسة الطبية، وتمت إجازته من وزارات الصحة والصناعة والاستثمار، وكذلك الملكية الفكرية، ويعرب عن وجهة نظر مغايرة حيث يشير إلى أن الأبحاث لا تزال جارية ومكثفة من قبله والتيم العامل معه في بعض الأمراض كالسكري من خلال معرف أماكن التحكم وإصلاح البنكرياس لمرضى السكري، أما الجلطة والشلل والذبحة والغضروف وآلام المفاصل بأنواعها والقولون وصلت نسبة العلاج فيها إلى 90%، وكذلك من الأمراض المستعصية مثل التهاب العصب السابع والأزمة تمت معالجتها بإشراف كوادر متخصصة. ويعقب قائلاً: “تدريب الكوادر والبحث المستمر للتحديث من أهم خطوات النجاح والتقدم، وهذا ما نسعى إليه دوماً”. ويزف كمال البشرى لمرضى الكلى والقلب بخصوصية التعامل مع تلك الأمراض الحرجة. ويقول: “نحول الغسيل الكلوي إلى غسيل خارجي، حيث نحفز الكلية على القيام بوظيفتها من جديد”. واستطرد: المعالجة بالانعكاس المائي تزيل السموم وتقلل الكيراتين واليوريا، وبذلك يساعد في تقليص عدد غسلات الكلى، يغسل الجلد من خارجه وداخله، كما قال الله تعالى: “كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ”.
اليوم التالي