ود “الميرغني” أديناه (181) ألف يوم فليحل مشاكلنا

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وكم هي من أماني يطلبها الإنسان ويصبح تحقيقها بفضل المولى عز وجل، وليس كل ما يقوله المرء سوف يتحقق.. معظم الأمور غيبيات يحققها الله سبحانه وتعالى ولا يحققها الإنسان بمحض إرادته، وإلا لتحقق الغنى وأزيل السقم بالأماني.
مولانا “محمد الحسن الميرغني” نجل مولانا “الميرغني” شغل الساحة السياسية في الفترة الماضية رغم ظهوره المتأخر، ولكنه استطاع أن يفصل قيادات اتحادية بعمره واستطاع أن يدخل البرلمان من خلال الصفقة التي وقعت بينه والمؤتمر الوطني، ففاز الحزب الاتحادي (الأصل) بخمس وعشرين دائرة تقريباً وعين “الميرغني” والحزب على المناصب الرفيعة ولذلك جاءت أحاديثه برداً وسلاماً على المؤتمر الوطني، باعترافه بنتيجة الانتخابات وموافقته بما يمنح له من نصيب تلك (الكيكة) التي ستقسم بعد الثاني من يونيو القادم.. ولكن نجل “الميرغني” بعد أن ضمن دخول البرلمان.. بدأ في نشر الأماني والتوقعات وحل أزمات البلاد في (181) يوماً. ولا ندري لماذا حدد تلك الفترة ولماذا لا يقول خلال سنة أو ستة أشهر أو ثلاثة أشهر، كما قال أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية بأنه سيعمل على حل مشاكل السودان خلال ثلاثة أشهر وسيتصل بالإدارة الأمريكية لحل ديون السودان ومعظم المشاكل المستعصية، ولكن هذا المرشح لم يحصل على نسبة عالية تؤهله أن يكون أقرب المتنافسين لرئيس الجمهورية.. فسقط في الانتخابات سقوطاً مدوياً وعجز حتى عن الحصول على العدد الذي سبق أن طلبته المفوضية للترشيح وهو الخمسة عشر ألف مواطن كمزكين، فهذا المرشح كان يطحن بدون عيش وملأ الدنيا عويلاً وضجيجا وأخيراً فشل في الحصول على مرتبة متقدمة من بين الستة عشر مرشحاً لرئاسة الجمهورية. فالمثل السوداني يقول الواحد “يمد رجله قدر لحافه” ولكن يبدو أن أولئك الجعجاعين يريدون الصيت بدون أن يقدموا ما ينفع الناس.. الآن نجل مولانا “الميرغني” “محمد الحسن” قال سوف تحل مشاكل السودان خلال (181) يوماً. فإذا كان نجل “الميرغني” فشل في حل مشاكل حزبه خلال تلك الأعوام فكيف يستطيع أن يحل مشكلة الحرب المندلعة في دارفور وفي كردفان وفي النيل الأزرق وهل فترة الـ(181) يوماً يمكن أن تحل مشكلة المواصلات بالعاصمة أو حل مشكلة المياه أو الكهرباء أو مشاكل الطرق، ناهيك عن تلك الحرب اللعينة التي كلفت البلاد زمناً طويلاً، فهل يحمل نجل “الميرغني” عصا سحرية ليحل مشاكل البلاد خلال (181) يوماً، فأنا أعطيه (181) ألف يوم ليحل لنا مشكلة المواصلات والكهرباء والمياه، فليترك الحرب جانباً فهذه مشاكل سهلة الحل فليحلها لنا في هذا الزمن ناهيك عن الزمن الذي وضعه. يا سادة احترموا عقولنا وعقول أهل السودان فما تمنيتموه وجدتموه.

Exit mobile version