ودعت بلادنا أمس رجلا من خيرة رجال الدعوة الإسلامية السلفية الشيخ أبو زيد محمد حمزة رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.. ذلك الداعية الذي نذر حياته في الدعوة السلفية التي اختلف الناس أو اتفقوا معه ومع أنصار السنة المحمدية في السودان حولها لكنها ظلت ملتزمة بمبدأ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والالتزام بالنهج الدعوي الإصلاحي المعتمد على عقيدة أهل السنة والجماعة في الاستدلال والاتباع والاعتقاد فنجحوا بذلك في التسلل إلى قلوب الشباب، برغم صعوبة منهجهم الذي يشترط في الوصول إلى التوحيد الخالص والالتزام به أن يمتنع صاحبه عن الكثير مغريات الدنيا وثقافات عصرنا، لكن وبرغم ذلك نجحت جماعة أنصار السنة في نشر الدعوة السلفية بالعلم والدرس والندوات والمحاضرات وليس بالتهديد والإرهاب والتخويف والذبح والحرق والإجرام الداعشي والتكفيري الذي يشوه سمعة الإسلام وصورته عند الآخرين..
وللتكفيريين قصص وحكايات مع جماعة أنصار السنة لأنهم يظنون أن شباب أنصار السنة هم الأقرب إليهم لكن أنصار السنة الحقيقيين يعتبرون التكفيريين هم خصوم الدعوة اللدودين وهذا هو الذي يجب أن يكون واضحاً للجميع.. لأن تلك الجرثومة التكفيرية ظلت تحوم حول جسد أنصار السنة وتقتنص الفرص للتسلل ونهب عقول شباب الدعوة السلفية ومصادرتها لصالح المنهج التفكيري.. ولا نقول إنهم فشلوا في ذلك بالكامل لكن أمثال شيخ أبوزيد كانوا يقفون سداً منيعاً لحماية جسد الدعوة السلفية من أمراض التطرف والإرهاب..
لقد فقدت الأمة الإسلامية أمس داعية إسلاميا من أصحاب مناهج السلمية والسلام في الدعوة يراهن على عقل المسلم ويخاطبه.. لا يحمل خنجراً بل حنجرة ولسانا.. داعية من طراز فريد جلي البيان جريء وشجاع وحكيم تتلمذ على يده المئات من الشباب، يحبه حتى من يختلفون معه في الرأي والمنهج..
قاد جماعة إسلامية مشكورة السيرة في زمان الجماعات سيئة السمعة..
وللشيخ أبو زيد رحمه الله آراؤه ومواقفه واختلافاته مع الآخرين داخل الجماعة في أسلوب عملها ونهجها وطريقها وموقفها من السياسة وموقفها من التحالف مع الأحزاب.. حتى خلافات الجماعة مع الصوفية ورأيهم في القباب وطقوس الصوفية لكنهم وتحت قيادة شيخ أبوزيد لم يكونوا يقرون بأية تفلتات حدثت أو اعتداء على تلك القباب هم دائماً يقولون إن طقوس الصوفية تندرج عندهم ضمن المنكرات لكنهم يرفضون تغيير المنكر بمنكر آخر هو الاعتداء عليها.. وهذا هو الذي يجعلنا نرجو أن تظل جماعة أنصار السنة المحمدية بعد رحيل شيخ أبوزيد متمسكة بنهجها الدعوي والإصلاحي الذي يرفض العنف والاعتداء على الآخرين وأن لا يتركوا المجال لحملة جراثيم التطرف وسكاكين التدعش بالوصول إلى أسوار الجماعة الحصينة..
رحم الله الشيخ أبوزيد محمد حمزة وأحسن إليه وتقبله بقدر ما قدم للإسلام والمسلمين.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.