ملك المائدة الرمضانية: الحلو مر.. قاطع العطش ومنعش الصائمين

حتمت الظروف على مدار عقود طويلة على (بخيتة بت موسى) أن تُدرك أن مهمتها الدائمة تكمن في صناعة (الحلو مر) قبل حلول شهر رمضان، بالتالي عليها أن تختار أنواعا مُحددة من التوابل والذرة لاستكمال مهمة تبدأ بما يسمى (تزريع الذرة) بإعادته إلى نصف نبتة قبل أن يجفف ويُدقق ثم يعجن ويخمر ويُحال عجينة تخبز (تُعاس) في شكل حلقات دائرية تسمى واحدتها بالـ(طرقة).

هذه الرحلة تستغرق حوالي أسبوعين ونيف حتى يصبح الحلو مر جاهزا للاستخدام.

(1)

وللمشروب المفضل للسودانيين بنكهته الزكية مكانة خاصة في المائدة الرمضانية، فهو سيدها بلا منازع وإن كان أهل الريف والمراكز شبه الحضرية قد اشتهروا به، وللمغتربين بالتأكيد نصيب منه، حيث يتم إرساله في طرود من الأهل لأبنائهم وأسرهم في بلدان العالم المختلفة، حاملا معه رسائل الأهل وذكريات البلد.

(2)

ظل الحلو مر يكافح ويقاوم من أجل الحفاظ على مكانته المرموقة في المائدة السودانية الرمضانية في ظل المنافسة الحادة من قبل المشروبات الجاهزة وعصائر الفاكهة المخلوطة. ورغم أن صناعته وإعداده يحتاجان وقتاً طويلا حيث يتم وضعه في الماء منذ الصباح وحتى اقتراب وقت الإفطار، إلا أنه ظل محافظاً على موقعه القيادي ضمن المشروبات الرمضانية الأكثر رواجاً وشعبية، حتى أن الصائمين لا يكادون يشعرون بمذاق و(طعم) رمضان دون الحضور النافذ لمشروب الحلو مر على المائدة، وربما يعود ذلك علاوة على مذاقة الرائع ونكهته النافذة إلى اعتقاد السودانيين بأنه (يقطع العطش).

(3)

لا يدرك الكثيرون اقتراب مواعيد شهر رمضان إلا عندما يستنشقون رائحة ونكهة مشروب الحلو مر المميزة، باعتبار أن الآبرى يصنع في معظم الأحوال متزامنا مع شهر رمضان المعظم، وتجتهد هذه الأيام معظم سيدات المنازل في تحضير الآبرى فيما تقوم أخريات بشرائه من الأسواق لكن الأخير بالتأكيد لا يضاهي المصنوع في المنازل كونه (يُعاس) لأغراض تجارية

 

اليوم التالي

 

Exit mobile version