اركزوا . . التقيل ورا

[JUSTIFY]
اركزوا . . التقيل ورا

تذكرون فتاة اليوتيوب المجلودة (القدوقدو) كيف ملأت الدنيا وشغلت الناس يومها. فاليوم أطلت علينا فتاة الواتساب التي تناوب على اغتصابها عدد من الصبية وهذه ملأت الدنيا وشغلت الناس بصورة لم تحدثها صورة إسفيرية من قبل إذ جعلت الذين لايتعاطون تلك التقنية المتقدمة يسعون إليها. وقبل أن تفيق الناس من صدمتها أطلت عليهم صورة الشاب الجالس على حفرة الدخان وهذه الأخرى انتشرت انتشار النار في الهشيم ومعها صور تشير لما يسمى الجنس الثالث أو المثليين. وبالأمس أصدرت المحكمة أحكاماً متفاوتة بشأن كل أصحاب الصور المنتشرة بالجلد والغرامة ولم يشفع لبتاع حفرة الدخان القول أنه يتعالج من الرطوبة وأصبح الناس في انتظار القادم الذي قد يكون أفظع إن كانت هناك فظاعة أكثر من الذي حدث.
هذه الصور جعلت الناس يضعون و بإلحاح الحالة الأخلاقية في البلاد على طاولة التشريح وبعد ذلك كل يكيف النتيجة على حسب هواه فمنهم من اعتبرها إفراز طبيعي لحالة الفقر، ومنهم من اعتبرها نتيجة التردي الاقتصادي بصورة عامة، ومنهم من حملها محملا سياسيا ومنهم من راى انها ناجمة عن مخالفة لااومر الدين ومنهم من اعتبرها نتيجة غزو ثقافي. فكل قد اقترب من الواقعة على حسب تخصصه واهتمامه ووضع لها العلاج الموجود في جرابه فإمام المسجد غير السياسي والسياسي غير المواطن العادي.
لن يكون هناك تشخيص متكامل يمكن على أثره وضع وصفة طبية ناجعة تعالج الظاهرة (الكمدة بالرمدة) ولكن مع ذلك لاشيء يمنع الناس من إبراز وجهات نظرهم لتفهم الظاهرة عسى ولعل أن يخرج من ثنايا وجهات النظر المتعددة ما يخفف أثر الصدمة التي يمكن أن تجتاح الناس وتجعلهم يحوقلون ويدعون المولى للإسراع بيوم القيامة لأن باطن الأرض أصبح أفضل من ظاهرها.
ولنبدأ هنا بأفظع تلك الصور الواتسابية وهي صورة حفرة الدخان والشباب المثليين فالمثلية ليست جديدة على المجتمعات السودانية. أكرر المجتمعات السودانية شأنها شأن بقية كل الدنيا. فالذين عاشوا في الخرطوم منذ نشأتها إلى منتصف سبعينات القرن الماضي شاهدوا من قبل قرارات مهدي مصطفى الهادي محافظ الخرطوم على أيام نميري القاضية بإغلاق بيوت الدعارة العلنية المشروعة ..نعم مشروعة بقانون الدولة فالمومس كانت تصدر لها رخصة ممارسة من السلطات المحلية، وتستخرج شهادة صلاحية طبية وتدفع ضريبة وتجدد الرخصة سنوياً.. شاهدوا طلاب تلك الخدمة يقفون صفوفاً يشاهدهم الغاشي والماشي ووسط تلك البيوتات كانت هناك بيوت مخصصة للمثليين تدار علناً وعلى عينك يا تاجر نسأل الله أن يجزي مهدي مصطفى الهادي والرئيس الأسبق جعفر نميري خير الجزاء لما قاما به من إزالة لذلك المنكر المقزز.
الذين درسوا تاريخ السودان الاجتماعي في التركية والمهدية والحكم الثنائي سيجدون العجب العجاب من تلك الظواهر المشار إليها، وإذا رجعنا لواقعنا الماثل فلن ينكر أحدنا وجود تلك الظواهر فإذن فهي تفلتات بشرية موجودة على مدى التاريخ البشري ومن ضمنه التاريخ السوداني وكل الذي استجد هو إزالة غطاء الستر عنه بواسطة التقنيات المتقدمة, عليه لن يكون على سبيل الكهانة والرجم بالغيب إذا قلنا إن هناك سيلاً منهمرًا من تلك الصور في الطريق إليكم لا بل يمكن أن نجزم أنه مع كل تطور تقني تزداد إزالة الغطاء عن الكثير من الممارسات المسكوت عنها رغم وجودها وبكثرة فقوا أعصابكم ولاتضيعوا وقتكم في محاربة طواحين الهواء، وحصنوا أسركم بعدم التوقف عند هذه الظواهر على بشاعتها فالاهمال هو العلاج المتاح الآن.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]

Exit mobile version