يحل فريق المريخ يوم الأحد القادم ضيفاً على فريق الترجي شيخ الأندية التونسية في مباراة إياب دور أل16 لدوري أبطال إفريقيا التي ستقام يوم الأحد القادم على ملعب رادس ويدخل المريخ المباراة وفي حصيلته هدف وثلاث نقاط جمعها عندما فاز في مباراة الذهاب على أرضه بهدف نظيف وأهدر اللاعبين عدة فرص كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة وأكثر رغم تراجع الترجي الذي أصبح مدافعاً طيلة الحصتين ورغم ذلك عجز المهاجمين من التسجيل أمام دفاع كان سهل الإختراق.
المريخ سيلعب خارج الديار ولديه هدف وثلاث نقاط بغض النظر عن انه خسر أم فاز لأن أي هدف بهذه القاعدة على أرضك يقلق الفريق ويحتاج أن يحافظ على الهدف أو تعزيزه بهدف أو هدفين يجعل الفريق أكثر إطمئناناً.
ولا يعتقد أهل المريخ أن فريقهم تأهل لأنه أحرز هدف على أرضه لا فالحسابات معقده ولغة الأرقام تحمل بجعبتها الكثير من النتائج التي تقصي أو تأهل الفريق إلى مرحلة فهناك ثوابت وأساسيات لا يمكن القفز عليها وتجاوزها بحجة المنافسة أو بحجة الحاجة الملحة للقب لكسر حاجز نفسي وضغط نفسي.
ويجب على الجهازين الفني والإداري أن يعيا جيداً ليست كل الأيام متشابهة في عالم كرة القدم وليست كل المباريات أنت الفائز فيها حتما هناك حصة للهزائم ولكن يجب عليك كفريق أن تحدد حجم هذه الحصة وقرائتها بتمعن لأن الخصم ليس فريقاً صغيراً وإن بدأ للبعض ذلك ويزيد ذلك التراخي والتساهل والتقليل من قيمة الخصم وفي لعبة كرة القدم لا يكسب المتساهلون والمتراخون.
معظم الرياضيين والجماهير الرياضية والأجهزة الفنية والإدارية تردد مقولة الأرض تلعب مع أصحابها بجمهورهم الكبير ، وتستمد منهم العزيمة والقوة والحماس والإصرار والرغبة على الفوز لكن التجارب على ارض الواقع أكدت إن الأرض قد تعطي نوعا من التميز، لكنها لا تشكل القاعدة التي عليها تبني الفرق آمالها، بدليل إن كثيرا من الفرق والمنتخبات العالمية نالت من الهزائم على أرضها وبالأمس القريب خسر السحرة منتخب البرازيل ملوك اللعبة نهائي المونديال العالمي علب ملعبهم بين جماهيرهم العريضة أمام الماكينات الألمانية بنصف دستة من الأهداف ما ألغى صحة هذه المقولة.
المباراة بين أصحاب الأرض والضيوف لخطف بطاقة التأهل إلى دور المجموعات ستكون سباق محموم ضرب بكل قوة لم يعد هناك أي وقت للالتفات للحصة الأولى التي ضغط فيها المريخ كثيرا في اللقاء الأخير فالقادم بمثابة موت، وليس حياة أي غفوة ستركلك الكرة إلى خارج المنصة أن تتقدم في الحصة الأولى بهدف على أرضك ثم تبدأ الحصة الثانية خارج أرضك مدافعاً مستسلما فهذا يعني أن هناك خللا أو أن الفريق غير قادر على العمل برتم متصاعد أو متوازن والخيارات محدودة وتتطلب جرأة وشجاعة وهدوء وذكاء في تحريك الأدوات وإيجاد الحلول.
ولو سلمنا جدلاً أن غارزيتو نجح في قراءة الحصة الأولى في الخرطوم وماذا يجب عليه أن يضع في الحصة الأخيرة الحاسمة بصمته أو سمته ويتعامل مع اللقاء بطريقة مختلفة عن اللقاء السابق الذي انتهى بفوزه فلكل مباراة ظروف ومتغيرات وفريق الترجي فريق بطولات وله خبرة في الأمتار الأخيرة ويعرف لغة التعامل معها.
مباراة رادس عنوانها نار وشرار ولن تقبل أنصاف الحلول ولن ترحم هي تكسير عظام أو موت فالمريخ يحتاج إلى هدفين على شرط أن يحافظ على مرماه نظيفاً لكي لا يحرز أصحاب الأرض هدف ويذهب اللقاء إلى الحصص الإضافية التي تغيب فيها الروح ويغلب عليها التوتر والشد العصبي وتدني اللياقة وتحتاج إلى لياقة بدنية عالية وحضور ذهني.
إذا كان غارزيتو تعامل بمنطقية في المباراة السابقة وعليه أن يقيم جيداً العناصر التي شاركت وهو أعرف من غيره من حيث ظروف لاعبيه وقدراتهم وإمكاناتهم الفنية ومدى لياقتهم البدنية والذهنية فيجب عليهم إغلاق الثلث الدفاعي تماما والبحث عن هدف مبكر يريح أعصاب اللاعبين والضغط على حامل الكرة ولا يهم خروج المباراة بأقل مستوى تهديفي وأن لا يركن غارزيتو إلى قراءة عوامل قوة وضعف الفريق الذي شارك في المباراة الأخيرة حتماً في مباراة تونس ستتغير المعطيات والأدوات ويتغير التشكيل والتكتيك والتكنيك وتتغير الطريقة ويترجم واقعها إلى نفحة هجومية واضحة.
الفريق يحتاج ويحتاج في الثلث الوسط إلى لاعبين لديهم نزعة دفاعية وقوة في الإنقضاض ولديهم نفس طويل يستطيعون دمج الثلث الأوسط مع الثلث الدفاعي عند الضغط المباشر من الخصم مع وجود لاعب للمناوشة داخل منطقة العمليات على طريقة(الكتناشيو) الإيطالية أو المطرقة الحديدية أو الدفاع المظلم لغلق العمق الدفاعي وتحزيم المنطقة بكل الأدوات لمنع دخول هدف مبكر من أصحاب الأرض يلخبط كل الأوراق والمنظومة التكتيكية وتبقى الخيارات محدودة وتتطلب جرأة وشجاعة وهدوء وذكاء في تحريك الأدوات لإيجاد حلول.
يجب على الجهاز أن لا يلتفت كثيراً إلى الإعلام الذي يحاول إيهامه بأنه تأهل ورحلة تونس ما هي إلا سياحة وتنزه في ( ضاحية سيدي بوسعيد ) وإن شاء الله المريخ علي قوة أداءه وعناصره قادر على خطف بطاقة التأهل من الشيخ وفي نفس الوقت نتمنى فوز الهلال على سانغا الكنغولي ومرافقة المريخ إلى دور المجموعات بإذن الله .
الزميل النعمان حسن أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الإعلاميين والرياضيين بالمملكة العربية السعودية إذ نشاطركم الأحزان في وفاة كريمتكم اللهم أرحمها وتقبلها قبول حسن وعوض شبابها الجنة.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك