كُن صريحاً معي أيها القارئ (الغتيت)، وقل لي بربك، هل تضطر لإعادة تسمية قوائم الأسماء في موبايلك بما يناسب حالتك النفسية، أو موقفك من (الزول الضارب ليك) أو درجة حرارة خوفك من (الجماعة)؟!
فعلى طريقة: (أرني الأسماء التي في موبايلك، أقول لك من أنت)، يمكنك مراجعة أي موبايل لأقرب شخص لديك لتعرف من هو وكيف يفكر و(بخاف قدر كيف)..!
ربما تجد أسماء على شاكلة: (أمير بتاع البوتيك / صاحب خطيب أختي رانيا / عمر بتاع الركشة / حسن أمجاد..)، سيد الدكان القاعد يدين الناس، بتاع النفايات العوير القاعدة أغشو، حسن بتاع الرصيد الداقس، و..إلخ..!
أول عهدي بـ (الحركة البايخة دي)، كانت حين تعرّفت في يوم (كثير الرماد كثير السجم) على أحد (المواطنين الأشاوس) من أدعياء الشعر، فصار (يقدني) ليل نهار ممّا تنتجه قريحته الصدئة من أشعار، لو سمع بمثلها محمد بن الحسين الشهير بـ (المتنبئ)، لآثر العمل (دادة) لدى أطفال كافور الأخشيدي بدلاً عن (مهنة الشعر) الشريفة التي لطّخ سمعتها صاحبنا وهو يقرأ لي (معلقته) التي علقّها في رقبتي يوماً وأنا في إنتظار إشارة المرور، وقريباً مني يتربص (بتاع الحركة) ليجرّد (ملابس جزلاني) غرامة لمخالفة (الكلام في الموبايل)، ولو أن الشرطي عرف ما حلّ بي، لتبرع لي بحصيلة غرامات (بوليس الحركة في اليوم داك)، كفارة ومجاملة..!
أسمعوا معي مثل هذا الشعر، شريطة أن تكون المناديل قريبة منكم، لتكفكفوا سوائل الأنوف والعيون معاً:
(جاء طيفك وأنا قاعد في العيادة..
فاح عطرك فتبسّمت الممرضة..
أتاريكي يا ميمونة سمحة قدر كده؟!)..
وقبل أن أستوعب كيف يسأل عن سماحة (حبيبته) وهي التي (كما قال) يفوح عطرها في الخيال، يتصل بي في الثالثة صباحاً وبراءة نازك الملائكة تطل من (عيون) صوته المتحشرج وهو يقول:
ــ تعرف يا أستاذ، شيطان شعري هسّع مشى مني..!
ثم يدلق على مسامعي أبياتاً عجيبة من شعره المتوهم، أسمع نصفه وأنوم عن نصفه الآخر، ولو أن شرطة مكافحة الشغب إعتمدت مثل شعر صاحبنا لتقرأه على المتظاهرين لتفرقوا كمن أصابهم الجرب، فبالله من يحتمل مثل هذا الشعر:
(بستناكي في الخور..
إنتي بقرة وأنا تور
كان ما جيتي بكسّرك)..!
في ذمتكم، هل هذا شعر يستحق أن تستعين على تأليفه بشيطان؟!
عزيزي (…)..
ليت شيطان شعرك، (طلع زيتك)..!
حاشية: من منكم يقترح لي اسماً يليق بصاحبنا المتشاعر لأسجله في موبايلي؟!
(أرشيف الكاتب)