*في كثير من الأحيان أجد نفسي (مستهدفاً) دون غيري..
*أي دون الذين هم معي في زمان ومكان ومجال ما..
*ففي عصر يوم – مثلاً – كنت أسير برفقة صحاب في حي مجاور..
*فظهر – فجأة – كلب شرس اندفع نحونا كما السهم..
*ثم اكتشفت إنه إنما يندفع نحوي أنا – بالذات – دون بقية أصحابي..
*والآن نأتي إلى الحكاية التي هي أساس كلمتنا هذه..
*والتي قد تعبر عن حال كثير من (المستهدفين!) في زماننا هذا..
*الحكاية التي رأينا أن نستعيض بها عن (حكاية واقعية!) من نوع آخر..
*فقبل فترة شاركت- بدافع من الفضول- في لعبة إلكترونية من ألعاب المحاكاة..
* وهي معارك جوية من أيام الحرب العالمية الثانية..
* معارك بين طائرات الحلفاء (الديمقراطيين) والأخرى الخاصة بدول المحور (الدكتاتورية!)..
* فاخترت- بالتأكيد- طائرة من طائرات الدول التي تحارب دفاعاً عن (الأمان) وليست واحدة تتبع لدول (العدوان!)..
* ثم لاحظت أن طائرتي كانت (تستهدفها!) طائرات هتلر الألمانية (دوناً عن) طائرات زملائي الآخرين جميعاً..
* فرغم أنني طيار مبتدئ- و (على أدِّي)- إلا أن مقاتلات النازي لا تترك (جحراً جوياً) ألوذ إليه إلا دخلته..
* ثم تدع زملائي (المحترفين) يقومون بمهامهم القتالية (على أقل من مهلهم)..
* وعندما سألت أساتذتي (الحقيقيين)- في مجال التخصص الإلكتروني- إن كان هنالك خطأ في برمجة اللعبة هذه أجابوني بالنفي..
* و بدوا مندهشين جداً – مثلي – إزاء هذا (الاستقصاد!)..
* ثم رأيت أن ألجأ إلى حيلة تتمثل في تغيير نوع الطائرة وقد كان بمقدوري أن أفعل ذلك بـ(كبسة زر)..
* وكان فضولي عظيماً- وأنا أقود طائرةً ذات (صليب معقوف)- إزاء ردة الفعل المنتظرة من تلقاء الذين أدمنوا (مطاردتي)..
* ومن باب الاحتياط- أكثر- رأيت أن أجعل طائرتي تحلق خلف سرب مقاتلات زملائي من قوات الحلفاء ..
* ولكن طائرات الفوهرر (فجت) زحام طائرات الحلفاء- دونما قتال- بحثاً عني أنا (المسكين) في المؤخرة..
* ولجأت إلى حيلة أخيرة تجنبني زخات طلقات الطائرات المعادية..
*صحيح إنها تُخرجني من دائرة القتال المباشر ولكنها تضمن لي سلامة طائرتي إلى حين..
*أي إلى حين تخير الوقت المناسب للارتفاع بمقاتلتي مرة أخرى..
*والحين الذي أعنيه هو الذي ينشغل فيه الأعداء بـ(أهداف!) سواي..
*والحيلة تتمثل في الخروج من (أجواء المعركة!) – مؤقتاً – والمكوث على الأرض..
*المكوث ساكناً ، هامداً ، غانماً ولكن دونما (احتجاب!!) عن المشهد..
*ونجحت الخطة في عالم المحاكاة الالكتروني ..
*ولكن هل تنجح في (عالم الواقع)؟!
*وتحديداً عالم الصحافة؟!!