حينما فكر “داؤود يحيى بولاد” وقدر.. وقرر التمرد اتجه ببعض من قوات الحركة الشعبية وقليل من أبناء دارفور نحو جبل مرة، من أجل بذر بذرة التمرد في شعاب جبال دارفور.. واجهت حملة “بولاد” التي قادها عسكرياً “عبد العزيز آدم الحلو” مشقة الطرق الوعرة.. والأرض التي تأبى التصالح مع التمرد.. ولحظة دخول قوات “بولاد” جنوب دارفور هب فرسان القبائل ،البني هلبة والتعايشة والرزيقات، دفاعاً عن أرضهم.. قاتلوا التمرد قتال الأبطال.. فانتصرت إرادة وعزيمة الفرسان.. وقتل “داؤود يحيى بولاد” وتم أسر “قمر حسن الطاهر” أو شبيه “سلفاكير”.
اليوم عاد التمرد على ظهور سيارات اللاندكروزر للعبور من الجنوب الذي أصبح دولة، صوب جبل مرة بعد أن شهدت ولايات دارفور هدوء نسبياً بعد هزيمة قوات “مني أركو مناوي” في معركة البعاشيم الشهيرة.. انقصم ظهر “مناوي” في تلك المعركة وقتل جنوده وتم أسر القادة والضباط الذين يحاكمون اليوم في الخرطوم.. ومنذ تلك المعركة التي خاضتها قوات الدعم السريع ، أصبح “مناوي” لا يملك على الأرض شيئاً. وبات سائحاً بين الدول (يتبع) “ياسر عرمان” في جولاته الخارجية.. وخلال عمليات الصيف الحالية اقتحمت قوات الدعم السريع ببسالة وفدائية وشجاعة حصون قوات “عبد الواحد” “محمد نور” في (فنقا) الحصينة بجبل مرة.. ودكت جحافل الدعم السريع معسكرات “عبد الواحد” واحداً بعد الآخر لتقضي بذلك على حركتين رئيسيتين في دارفور وتبقى حركة العدل والمساواة التي هربت نحو الجنوب بعد مقتل قائدها د. “خليل إبراهيم”، في عملية لم تكشف حتى الآن أسرارها!! ومنذ ثلاثة أشهر تسربت المعلومات الاستخبارية من دولة الجنوب عن حجم القوات التي تتدرب في راجا.. وتلك التي تتدرب في ملوال.. وتجار دبي الذين دفعوا نفقات سيارات اللاندكروزر ووضعت القيادة العامة وقيادة جهاز الأمن والمخابرات، على عاتق أهم فصيل مقاتل الآن، قوات الدعم السريع مهمة كسر عظم حركة العدل والمساواة، و(دفنها) قبل حلول الخريف.. واختفى الفارس “حميدتي” عن الأنظار يخطط.. وانتشرت قوات الدعم السريع على طول الحدود.. بعيداً عن عيون جواسيس المدن وعناصر التمرد المساند في الداخل.. وما إن دخلت قوات حركة العدل والمساواة إلا وكانت القيادة العامة تصدر التوجيهات ببدء عملية كبيرة تم التخطيط لها منذ شهور (ضرب قوات العدو) والقضاء عليها بأقل الخسائر.
صباح (الأحد) كانت لحظة الصفر.. سرب من نسور الجو ينطلق من القواعد العسكرية نحو جنوب دارفور.. القوات على الأرض تستدرج المتمردين إلى (الحفرة) ثم تذبحهم بسكين خرجت من ذراع طويل.. حصاد حركة العدل والمساواة في عامين.. وتجنيد لمدة (3) سنوات وتدريب لخبراء أجانب دام فترة طويلة وآمال عريضة (معلقة) على تلك القوات لإعادة الفوضى للإقليم والوثوب إلى الخرطوم. كل تلك الأماني تبددت في ساعتين فقط.. انكسر عظم الظهر.. وقبض على المتمردين مثل العصافير.. ودمرت السيارات.. وتم الاستيلاء على الأسلحة وبات القادة الكبار أسرى في أيدي قواتنا الباسلة.. نصر قوات الدعم السريع في جنوب دارفور أشفى صدور قوم مؤمنين.. وجعل الفرح الخرافي يتمدد والوجوه العابسة تنفرج أساريرها.. ويكتب حميدتي ورفاقه ، أولئك الشباب الصامدون ،نهاية التمرد في دارفور.. كيف لا ينتهي التمرد وقد طغى وتجبر وظن أنه فرعون في أرض دارفور.. شكراً لكم فرسان الدعم السريع وأبطال القوات المسلحة.