تحكي الطرفة أن مسجوناً كان يقف على نافذة السجن يتأمل في الشارع، فمرت إحدى النساء، فصاح بصوت عال: (وين ياتتي)..؟ هنا التفتت إليه المرأة وقالت بسخرية: (سجمي يايمة… انت مسجون هنا من زمن (التتي)؟!….) و ربما تقودنا تلك الطرفة إلى اختلاف طريقة معاكسة الفتيات ما بين الأمس واليوم، برغم اتفاق الكثيرين المسبق على عدم قبول الظاهرة مجتمعياً بشكل عام!.
شكوى مستمرة:
حول هذا الموضوع يقول الموظف عباس بله لــ(السوداني) أن المعاكسات باتت تنتشر في معظم المجتمعات حتى في أماكن العمل وأصبحت تشكو بعض الفتيات في الشارع العام من تلك المضايقات وأحياناً يشعرن بالإحراج، وأضاف عباس: (المعاكسات أصبحت تستخدم على شاكلة عبارات منها: انتي جميلة جداً – وابتسامتك تعجبني – وأشعر بارتياح عندما أتحدث معك – وأتمنى أن أرتبط بفتاة مثلك) حتى في نوع اللبس ووضع المكياج، وقد يمدح طريقة وضعه كذلك في بعض الأحيان، وفي السابق أيضاً المعاكسات بكلمات بسيطة تعبر عن أعجاب الشاب بنفس الفتاة مثال: (يا جميل – ياراقي انت) وكذلك من العبارات.
(غمزة) وصفارة:
من جانبها تقول الموظفة سعاد إبراهيم لــ(السوداني) أن المعاكسات تعتبر من الظواهر السالبة في المجتمع، ومن أسبابها الفراغ والبطالة والمعاكسات تقع على إثرها وقائع وحوادث أليمة، مؤكدة أن (غمز العين مع رفع الحاجب) من أشهر المعاكسات التي كانت تستخدم بالسابق، إلى جانب (الصفارة المتقطعة الشهيرة).
أساليب غريبة:
حول ذات الموضوع يواصل الطالب الجامعي حذيفة سيف الدين قائلاً لــ(السوداني) أن اختلاف الأزمان له تأثير واضح في اختلاف الثقافات واختلاف أشياء كثيرة منها حتى المعاكسات في السابق كانت تقسم مفاتن المرأة مثل: (يا اللونك أخضر – والطويل – فارع القوام)، أما المعاكسات مؤخراً فقد تحولت إلى أنماط أخرى وأساليب غريبة على المجتمع السوداني.
ثقافة الاقتحام:
الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد أكد لـ(السوداني) أن حقبة الخمسينات والستينات شهدت الظهور الأكبر لمسألة (معاكسة الفتيات) وأضاف أنه وبرغم حفاظ المجتمع السوداني على العادات والتقاليد التي ترفض مثل هذا الأسلوب من التعارف، إلا أن هناك الكثير من العناصر التي تسللت خفية إلى داخل المنظومة المجتمعية الكلية، وأضاف الخليل: (مؤخراً استغنى الشباب عن ثقافة معاكسة الفتيات وباتوا يلجؤون لأسلوب آخر وهو (الاقتحام).
السوداني