في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس (الاثنين)، حبست البلاد أنفاسها في ولايات البلاد المختلفة وحتى الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الخارج تسمروا أمام شاشات التلفاز.. الجميع كانوا في انتظار جلوس رئيس المفوضية القومية للانتخابات (الأصم) أمام كاميرات القنوات الفضائية بقاعة الصداقة لإعلان الإحصائية الرسمية للانتخابات وتلاوة نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية والبرلمان.
تحوطات أمنية وضعتها شرطة ولاية الخرطوم والأجهزة الأمنية الأخرى حول وداخل قاعة الصداقة، إضافة لانتشار ملحوظ لرجال المرور، بجانب ذلك الأجهزة الإعلامية والإذاعات ومراسلو وكالات الأنباء العالمية والصحف والقنوات الفضائية.
رئيس المفوضية القومية للانتخابات، مختار الاصم، قبل أن يعلن النتيجة العامة لانتخابات رئاسة الجمهورية قال إن انتخابات أبريل 2015م هي ملكية سودانية (100%) من حيث التخطيط والكوادر التنفيذية في جميع مراحلها، كما أنها ليست كانتخابات العام 2010م، وأضاف الأصم أن مفوضيته منذ أن شرعت في التخطيط لها قبل عامين رفضت إملاءات المنظمات الدولية والإقليمية والتوجيهات حتى لا يشعر الشعب السوداني بأنه اليد الدنيا.
عدد الناخبين المسجلين في الدوائر التي أجريت فيها الانتخابات بحسب المفوضية بلغ (13.126.989) مليون، وجرت الانتخابات في (6.911) مركزا، وقامت بها (10.942) لجنة اقتراع، نسبة المشاركة التي قال الأصم إنه دار لغط كثير حولها بلغت (46.04%)، فيما بلغ عدد المقترعين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات (6.991.412) مليون سوداني. وبحسب رئيس المفوضية فإن العملية الانتخابية أشرف عليها (60) ألف موظف و(400) مدخل ومراجع بيانات، إضافة لـ(18) خبيرا، وأشار إلى أن رصدهم للمعلومات كان عن طريق جهاز خاص يعرف بـ(sat -v) وهو عبارة عن قمر اصطناعي خاص بالمفوضية، وهي تمتلك وحدها حق إرسال وأخذ المعلومات منه من جميع ولايات البلاد.
ولاية كسلا احتلت المركز الأول في نسبة المشاركة بالعملية الانتخابية. حيث بلغت نسبة مشاركتها (66.01%)، فيما جاءت في المركز الثاني الولاية الشمالية (58.46%)، ثم نهر النيل (57.05%)، الجزيرة (52.02%)، شمال دارفور (50.61%)، شمال كردفان (49.33%)، سنار (49.15%)، البحر الأحمر (48.33%)، وسط دارفور (47.51%)، النيل الأبيض (45.68%)، شرق دارفور (45.57%)، جنوب كردفان (45.25%)، غرب دارفور (43.46%)، القضارف (41.18%)، جنوب دارفور (40.72%)، غرب كردفان(38%)، النيل الأزرق (37.26%) والخرطوم (34.48%).
وبلغت الأصوات الصحيحة بحسب مختار الأصم، رئيس المفوضية القومية للانتخابات، في انتخابات رئاسة الجمهورية (5.584.863) مليون صوت، حصل منها مرشح حزب المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية عمر البشير على (5.252.478) مليون صوت بنسبة بلغت (94.5%) من إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم، فيما حصل مرشح حزب الأمة الفدرالي فضل السيد عيسى شعيب على (79.779) صوتا بنسبة (1.43%)، تلته فاطمة أحمد عبد المحمود مرشحة الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي (47.653) صوتا بنسبة (00.85%)، فيما حصل محمد الحسن محمد الحسن الصوفي عن حزب الإصلاح الوطني على (42.399) صوتا بنسبة (00.76%)، فيما نال عبد المحمود عبد الجبار رحمة الله مرشح اتحاد قوى الأمة (41.134) صوتا بنسبة بلغت (00.74%)، والمرشح المستقل حمدي حسن أحمد محمد على (18.043) صوتا بنسبة (00.32%)، فيما حصل المرشح المستقل محمد أحمد عبد القادر الأرباب على (16.966) صوتا بنسبة (00.30%)، بينما نال مرشح حزب العدالة ياسر صالح عبد القادر (16.609) أصوات بنسبة (00.30%)، فيما حصل المرشح المستقل خيري بخيت خيري على (11.852) صوتا بنسبة (00.21%) وعادل دفع الله جابر بشير على (9.435) بنسبة (00.17%)، وحصل محمد عوض البارودي مرشح مستقل على (9.388) صوتا بنسبة بلغت (00.17%)، بينما نال المستقل أسد النيل عادل يسن حاج الصافي (9.359) بنسبة (00.17%) وعلم الهدي عثمان المرشح المستقل على (8.133) صوتا بنسبة بلغت (00.15%) وأحمد الرضي جاد الله سليم المرشح المستقل (7.751) صوتا بنسبة (00.14%)، بينما نال المرشح المستقل عصام علي الغالي تاج الدين (7.587) صوتا بنسبة (00.14%)، والمرشح المستقل عمر عوض الكريم حسين علي (6.297) صوتا بنسبة بلغت (00.11%).
تكبيرات وتهليلات من أعضاء المؤتمر الوطني الذين حرصوا على حضور إعلانها من داخل القاعة، وأجمع عدد من المرشحين على قبولهم نتيجة الانتخابات.
في الأثناء قال البروفيسور حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية إن نتيجة الانتخابات لا تغير كثيراً في شكل النظام السياسي سيما أنه استمرار للنظام السابق، كما أن استمرار الحوار الوطني بعد الانتخابات لن يؤثر في شكل الحكومة القادمة رغم الحديث عن فصل السلطات، وأضاف الساعوري في حديثه للإذاعة القومية، أمس (الاثنين)، أن الإمكانيات التي تتمتع بها البلاد بجانب الموارد البشرية قادرة لتؤهله ليصبح رقما كبيرا في أفريقيا والعالم العربي، لكنه لفت إلى أن عدم الاستقرار السياسي خلال الخمسين عاما الماضية فشلت في أن تظهر قوته الكامنة، ما يحتم ضرورة أن يحدث استقرار سياسي لاستثمار موارده التي تؤهله ليكون رقما في الوسط الإقليمي والدولي، مناديا في الوقت نفسه القوى السياسية بأن تتعظ من تجربة الـ(60) عاما الماضية والتي كانت قائمة على الكيد السياسي والتشاكس.
اليوم التالي