نظرية فوز “الكاردينال” و”الوالي” !

اليوم تعلن المفوضية القومية للانتخابات نتيجة السباق الانتخابي الأخير على المستويين الرئاسي والبرلماني، وتنقضي بذلك مرحلة بالغة التعقيد احتشدت بالكثير من التوقعات عن توترات وتهديدات محتملة، ولكن سلم الله بلادنا بوعي شعبنا وحكمته وبعد نظره السياسي.
التهنئة مقدماً – وفق النتائج الأولية – للرئيس المنتخب لدورة جديدة المشير “عمر البشير”، نبارك له وندعوه للمزيد من بذل الجهد في قيادة الدولة لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والرفاهية لهذا الشعب الذي صبر على (الإنقاذ) وحروبها (الداخلية) ومواجهاتها (الخارجية) أكثر من (ربع قرن) من الزمان.
ليس مهماً كم (مليون) صوتوا، فرئيسا ناديي (الهلال) و (المريخ) – مثلاً – يفوز الواحد منهما في انتخابات ساخنة وصاخبة وعنيفة يتابعها كل السودان، يفوز بـ(1800).. ألف وثمانمائة صوت فقط.. أو أقل، بنسبة تصويت لا تزيد عن (31%) من مجموع الأعضاء الذين لا يتجاوزون (12) ألف عضو، كما كان الحال في الانتخابات الأخيرة التي جرت منافستها بين السيدين “أشرف الكاردينال ” و “صلاح أحمد إدريس”.
يحدث هذا.. أن يفوز رئيس نادي الهلال أو المريخ بأقل من (ألفي) صوت رغم أن السودان (مقسوم) بين (هلالاب) و (مريخاب) !!
إذن أين تبخرت ملايين الهلال وملايين المريخ عند التسجيل للعضوية والتصويت، رغم كل ذاك العراك والضجيج والعنف اللفظي والبدني ومئات المليارات المبذولة من الإدارات والأقطاب والدولة والشركات للناديين!!
نعم.. ليس مهماً كم صوتوا لـ(البشير) .. فألف وثمانمائة صوتوا للكاردينال، وهو مع ذلك رئيس (شعب) الهلال المنتخب الذي يصطف خلفه نحو (15) مليون هلالابي داخل وخارج السودان.. أليس كذلك؟ ذات الشيء ينطبق على السيد “جمال الوالي” رئيس (شعب) المريخ.. الرئيس الأكثر شعبية بين جميع رؤساء الأندية العربية، فرغم أنه فاز بـ(التزكية) في آخر جولة انتخابية، إلا أن الأمين العام للنادي فاز بنحو (265) صوتاً لا غير، من مجموع (600) عضو أدلوا بأصواتهم !!
وتبعاً لذلك، ليس مهماً عدد أصوات المرشح الفائز برئاسة جمهورية السودان.. الأهم ماذا سيفعل الرئيس المنتخب للذين صوتوا والذين لم يصوتوا.. طبقاً لـ(نظرية فوز “الكاردينال” و”جمال الوالي”)؟
الشعب السوداني ينتظر الكثير من الأمل من الحكومة الجديدة.. وينتظر المفيد من المعارضة، لتتجاوز بلادنا مربع الإحن.. والمحن .. والمفاوضات ( اللا نهائية) والحركات المسلحة بلا عدد و لا سقف.. و لا هدى !!
حفظ الله البلاد والعباد.

Exit mobile version