منذ ان تم الاعلان عن موعد الانتخابات في السودان والتحضيرات الجارية ظللنا نتنقل بين القنوات الاخبارية لنسمع ما يقوله المحللون وما يتهكن به عرافو السياسة العربية ، بالطبع كانت الجزير هي احدى هذه القنوات التي ننتظر بين ساعة وساعة لنرى ماذا ستاتينا عن انتخابات السودان .. ولكن …!!!!
تابعت ورصدت ام القنوات الاخبارية .. قناة الجزيرة بدقة متناهية محاولا استشفاف النبض وما يدور في راس عملاق الاعلام العربي .. استشف المواقف والجزيرة بالطبع مكشوفة وغير مستترة في حال كان لدولة قطر موقفا معينا ضد دولة ما كما لاحظنا في موقفها من انقلاب مصر .
كانت الجزيرة تتخيّر الاخبار الجيّدة وان لم تكن الجيدة العادية والخالية عن اخبار التمرد او عقوبات او أي مواقف ذات شأن عدائي مع السودان ..ولكن حين حدث انقلاب السيسي واتخذت قطر موقفا معيّنا منه وظل السودان يرتقب الوضع من بعيد وكلنا يعرف علاقة مصر بالسودان واهميتها وبالذات حين واكب حصول الانقلاب مشاكل سد النهضة الاثيوبي والسودان جزء اساسي في هذه المشاكل فاصبح طرف كل يحاول استمالته لجانبه ، فأثيوبيا تنتظر ان يقف معها السودان ومصر كعادتها تنظر الى السودان كتابع ولا يحق له ان يقول رأيا غير رايها .. ولكن الدبلوماسية السودانية نجحت في خلق جو تفاهمي تفاوضي بين هذه الدول ..
وموقع مصر بالنسبة للسودان مهم جدا في ان تكون هناك علاقة هادئة لا مشاكل على الحدود ولا تجاذبات سياسية او ايواء للمعارضة المدنية او المسلحة .. ولذا كان علي حكومة السودان تطبيع علاقتها مع حكومة السيسي باي شكل كان وكانت هذه هي بداية كشف عورة الجزيرة
بالطبع لم يرضي موقف السودان هذا من حكومة انقلاب مصر حكومة قطر التي طالما وقفت مع السودان في كثير من الامور .. ولكن موقف قطر لم يكن كله خالصا لوجه الله وانما عملية استقطاب للسودان وجعله حليفا, وان كنت أتساءل لم تسعى الدول العربية في خلق احلاف ضد بعضها .؟؟؟ المهم في الامر رعت قطر محادثات السلام وتبرعت ودفعت الملايين وشيدت المباني والمدارس ولكن كل هذا لم يكن يعطى من غير مقابل .. المقابل لم يكن يطلب علنا ولكن حسب ما تمليه الظروف .. فحين تكون قطر في خلاف مع دولة تود ان يكون السودان ايضا على خلاف مع تلك الدولة ,,
بدأت الجزيرة مع بداية التقارب السوداني المصري في تغيير تتبعها لا خبار السودان وزادت من التجاهل واكتفت ان يكون الخبر في الشريط الاخباري وباستحياء خاصة حين يكون لا مفر من الكتابة ..
طيلة فترة الانتخابات والتحضير لم تستضف الجزيرة لا سودانيا ولا غير سوداني لتحاوره عن الانتخابات في السودان .. لم يكن لها مراسل يرسل التقارير اليومية كما كان في تونس وغيرها لم تنقل مباشرة عملية اجراء التصويت والاقتراع .. بل امعنت في التجاهل حين اغمضت عينيها من النقل المباشر لإعلان النتيجة ..بل حتى لم تذعه كخبر عاجل وانما ايضا اكتفت بالشريط ..
وفي ظل هذا التجاهل بدأت ترشح افكار ومقالات او اقوال عن ما يدور في ذهن الجزيرة ,, وليس مذيعي الجزيرة فبدأها محمد كريشان ويعتبر من اعمدة الجزيرة بموضوع تهكمي عن السودان والاستهزاء بالانتخابات ، ومن ثم تلاه رداحة الدولار ومؤجج فتن الوطن العربي وعبد القصور الملكية وماسح الجوخ ومن سمي بفيصل القاسم .. تهكم بسخرية وكانه من مواليد كوكب اخر او انه ناطق بلسان اولاد جون .. ونسي ان الهم الذي يطالنا حسب فهمه، قد طاله منذ قرون ونسي ان سرج الراحل حافظ وسوطه مازالت اثارهما على ظهره ونسي ان ابائه واجداده رحلوا وركلات عسكر حافظ الاسد على ظهورهم ..
الان انكشف المستور بكلام فيصل القاسم وعرف لم تجاهلت الجزيرة انتخابات السودان بهذا الشكل المتعمد ، فقد كشفت عن عورتها وكشفت جليا انها ناطق باسم حكومة قطر ليس الا وهدمت ذلك النمر الكرتوني الذي بنته لنفسها .. هكذا بانت السوأة وعيبها فلا ادري من اين ستجد الورق الذي يمكن ان يداري هذه السوأة القبيحة ,, فقد برهنت الجزيرة ان كل مذيعها ما هم الا تلفونات كما كان يقال تعمل بحشوها بالعملة ، وبعدها لا يهم تكلم أي اتجاه واي دولة ..
تجاوز فيصل القاسم بتغريده حد المنطق والمعقول وتناقض مع واقع يعيشه ، وحاول ان يرسم لنا انه راعي الديمقراطية وحارسها الاعلامي الامين الا انه انكشف فما هو الا روبوت او دمية تغني او ترقص حين تشحن اما من الفم او ببرم الزنبرك ..
نسي هذا الفيصل ان السودان ومهما تطاول عليه فهو اكبر بكثير مما يعرفه وعليه ان يرجع ويقرأ تاريخ السودان ,ليعرف ما هي الشعوب التي علمت الناس الثورات وما هي الشعوب التي لا تقبل رئيسا الا ما ارتضوا وعرفوا انه لابديل له على الاقل في والوقت الراهن لحال الامة العربية التعيسة التي فيها امثال فيصل القاسم