يحاول البعض تتبع عدد من الظواهر السالبة في مختلف المجتمعات وذلك من باب الفضول والتطفل على حياة الغير، مما يتسبب في مشكلات اجتماعية منها وأخلاقية متعددة، أفراد يخصصون جهدهم ووقتهم لمراقبة أفعال الآخرين وتتبع خطواتهم ونظراتهم، حتى أفعالهم، الأمر الذى دفع البعض لإطلاق لقب (كاميرات المراقبة البشرية) عليهم، (السوداني) حاولت التنقيب عن هذه الشريحة وخرجت بالحصيلة التالية.
أنحطاط أخلاقي:
ربة المنزل أحلام فضل قالت لـ(السوداني): (ظاهرة تتبع خطوات الناس ومراقبتهم دليل واضح على الانحطاط الأخلاقي وانحدار المستوى الحضاري والثقافي)، وتواصل: (الكثيرون يتضايقون من مثل تلك العادة، لأنها من أسوأ العادات ومن أقبح الأفعال والتصرفات التى تكدر مزاجهم وذلك أن معظم الناس يعملوا جاهدين في سبيل كتم أسرارهم والمحافظة على خصوصياتهم وحماية شؤونهم من الفضوليين).
رغبات ودوافع:
حول ذات الموضوع يقول الموظف عبدالحفيظ العجب لــ(السوداني) إن خصوصيات الآخرين تعتبر حق من حقوقهم المشروعة التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الوضعية لأجل صيانة شؤون الناس وحماية حياتهم الخاصة من عبث المتطفلين، مضيفاً:( كاميرات المراقبة البشرية أو الأشخاص الفضوليون يوجدون في مختلف المجتمعات منها (المجتمعات الشعبية- وأماكن العمل- ومختلف المناسبات) لتحطيم كل سدود الخصوصيات وأسوار الشؤون الشخصية وأنتهاكها ولهؤلاء الأشخاص رغبات ودوافع غريبة لاقتحام حياة الآخرين واستطلاع أحوالهم وهذا النوع بالتأكيد من المصابين بداء الفضول والتطفل).
تطفل وفضول:
من جانبها تقول العاملة عفراء زين العابدين لـ(السوداني) إن هذه الظاهرة ليست بغريبة على المجتمع السوداني وأصبحت هذه الظاهرة طبيعية وأعتيادية وبالتالي أصبحت عقول هؤلاء الطفيليين لاتعي ولا تستوعب حقيقة الصفة اللا أخلاقية الذميمة التى يتعاملون معها على انها ظاهرة طبيعية دون أن يدركوا أنها اعتداء صارخ وانتهاك فاضح لخصوصيات وحريات الآخرين)، معتبرة أن الشخص الفضولي عندما يكشف أسرار الناس ويطلع على أحوالهم الخاصة قد يتسبب في هدر كرامتهم وجرح شعورهم وكذلك تهديد حياتهم وأمنهم).
تفكير محدود:
حول هذه الظاهرة يقول بعض علماء الإجتماع أن شخصية الإنسان عادة ما تحتوي على صفات إيجابية أو سلبية، كل منها يحاول ان يتغلب على الآخر، لذلك من الطبيعي أن تجد بعض الأشخاص كثيري الحركة والاضطراب ويتتبعون ما يفعله الأخرون وهؤلاء يطلق عليهم (المتطفلين والفضوليين) والذين قد يكون تفكيرهم محدوداً ومنغلقاً ولا يشعرون بالقيم الأخلاقية المعاصرة والمبادئ الإنسانية الراقية ولا يتماشون مع التطور والتمدن والتقدم في المسيرة البشرية الصاعدة، وهم كذلك لا يحترمون القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية ويعتبرونها مجرد شعارات فارغة لا قيمة لها ولا وزن، ودائماً ما تكون نظرتهم شاذة نابعة عن جهلهم بالحقائق واحترام حريات الآخرين، ولا يعلمون بأن التعامل مع الغير له ضوابط شرعية وقانونية وأخلاقية من الضروري الالتزام بها والتقيد بها.
السوداني