حكم أحد الملوك على نجار بالموت، فتسرّب الخبر إليه فلم يستطع النوم ليلتها فقالت له زوجته :
أيها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !
نزلت الكلمات سكينة على قلبه فغفت عيناه ، ولم يفق إلّا على صوت قرع الجنود على بابه . شحب وجهه ونظر إلى زوجته نظرة يأس وندم
وحسرة، على تصديقها .
فتح الباب بيدين ترتجفان، ومدهما للحارسين لكي يقيّدانه.
قال له الحارسان في استغراب :
لقد مات الملك ونريدك أن تصنع تابوتا له .
أشرق وجه النجار ، وعجب لمشيئة الله مسيّر الأقدار ، ونظر إلى زوجته نظرة اعتذار، فابتسمت وقالت :
أيها النجّار نم ككلّ ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !
يرهق العبد نفسه في التفكير، و الربّ تبارك وتعالى من يملك التدبير، وله يعود القرار، لمن يرسل ملك الموت ، و من يتمدّد في التابوت قبل الآخر.