أبداً ما هنت أيها الصوفي الزاهد

*لم يهتم أبداً بالرحيل من هذه الفانية لأنه أدرك بفطرته السليمة أن الدنيا لايملكها من يملكها وأن الغافل من ظن أن الأشياء هي الأشياء‘ إنه شاعر السودان وأفريقيا والعالم العربي محمد مفتاح الفيتوري.
*عاش حياته متنقلاً بين السودان ومصر وليبيا إلى ان إستقر في سنوات عمره الاخيرة بالمغرب‘ لكنه ظل في حضرة من يهوى‘ بعد أن عصفت به الأشواق‘ وأصبح سلطان العشاق‘ الذي يفنى في العشق ويتحول الفناء لديه إلى إستغراق مبدع.
*ولد في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور من أب صوفي ينتمي للطريقة الشاذلية‘ أثرى الصحف السودانية والعربية بأشعاره قبل أن يصبح خبيراً إعلامياً لدي الجامعة العربية بمصر ١٩٦٨- 1970م‘ إنتقل بعدها إلى العمل الدبلوماسي بسفارات ليبيا في إيطاليا ولبنان والمغرب.
*له 20 ديواناً شعرياً أذكر منهم على سبيل المثال أغاني أفريقيا ١٩٥٥م وعاشق من أفريقيا١٩٦٤م وأحزان أفريقيا١٩٦٦م وسولارا”مسرحية شعرية”1970م ، ومعزوفة درويش متجول١٩٧١م ، ويأتي العاشقون إليك ١٩٨٩م.
*من أشهر الأناشيد الوطنية قصيدته المعروفة “أصبح الصبح” التي غناها فنان السودان وإفريقيا الراحل المقيم محمد وردي‘التي يقول فيها : أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق وإذا الفجر جناحان يرفان عليك‘ وفيها يقول ” أبداً ما هنت ياسوداننا يوماً علينا.
*في قصيدته”عرس السودان” يقول الفيتوري : في زمن الغربة والإرتحال يأخذني منك وتغدو الظلال وأنت عشقي حيث لاعشق ياسودان إلا النسور الجبال ياشرفة التاريخ ياراية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال.
*إننا نعزي أنفسنا وأسرتك في السودان وفي المغرب وأهلك وكل عشاق شعرك ‘ لكننا لن نودعك ولن نحفر لك قبراً‘ لأنك ستبقى بيننا كما عبرت تماماً‘ ترقد في كل شبر على الأرض وتشرق كالشمس في كل الحقول.

كلام الناس
noradin@msn.com

Exit mobile version