المرشح المستقل مبارك النور: فزت على حزبين وحكومة.. أنا “دقيت جرس” للحكومة.. وما حأمشي ساكت زي الجماعة المشوا هبتلي

** حيثما وجد المرشحون المستقلون وجد طعم الانتخابات الحقيقية والاحتفاء بها.. حتى ليلة أمس كان النائب الفائز بدائرة الفشقة القومية مبارك النور يستقبل وفود التهنئة، وبصعوبة أجرينا هذه المقابلة أمام رتل المهنئين.

وعلى الرغم من بعدها من عدسات المراقبين ومراكز الحضر استطاعت دائرة الفشقة أن تظفر بمنافسة حقيقية نال جائزتها النور، الذي بدأ يكشر عن أنيابه للحكومة غير عابئ البتة إلا بما سيهم قضيته، عموما ومن خلال هذه المقابلة هو يتوقع أن يكون رئيس البرلمان القادم من المستقلين توطئة لتنازل حقيقي من أجل المصالحة الكبرى.

* دعنا في البداية نتحدث عن معركة المستقلين في الانتخابات؟

– في الحقيقة المعركة كانت شرسة بمعنى الكلمة، وأنا واجهت فيها تحديا بيننا والنظام الحاكم الذي كان يتبنى مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ورمزه العصا وأنا مساندتي جاءت من الجماهير، لكن فعلا كان السباق محموما مرة يفوتونا ومرة نفوتهم لكن طبعا في النهاية جاءت لصالحنا..

* هذا يعني انك فزت على حزبين؟

– حزبان وحكومة، ولعلمك فإن المحلية الوحيدة التي شهدت ثلاث زيارات في أيام الانتخابات من قبل رئيس المؤتمر الوطني ووالي الولاية الضو الماحي هي الفشقة، وأقام الوالي فيها ثلاث ندوات كان يوجه فيها الجماهير بقوله: “نحن يا جماعة عندنا ستة شجرات وعصاية ويلوح للجماهير بعصاه”، وحضور الوالي كان يمثل تحديا شخصيا لي وهو عمل ضدي بكل ما يملك، و(زرزروا) ناسهم الأيدوني واشتغلوا معاي، أما معتمد الفشقة فقد قام بمساندة مرشح الاتحادي الأصل من الألف للياء.

* لماذا برأيك اختارت الجماهير هذه المرة أن تمنح أصواتها للمستقلين؟

– لأن مرشحي الأحزاب يدينون بالولاء لأحزابهم وليس للجماهير وقضاياها، الآن الجماهير يمثلها المستقل وهو يعبر عنها ويقول ما يمليه عليه ضميره، لكن الأحزاب تملي على أعضائها من عضوية البرلمان وهناك قضايا كثيرة جدا كان دور ممثلي الأحزاب في البرلمان فيها سلبيا جدا وبالذات قضية المهجرين كما هو عندنا في القضارف.

* هل يقودنا هذا للقول إن المستقبل للمستقلين؟

– بالتأكيد، والمستقلون حركتهم المرارات والأشياء العالقة والتقصير ممن سبقوهم، وهم كانوا يمثلون الأحزاب وعلى وجه الخصوص حزب المؤتمر الوطني الذي قدم برنامجا هزيلا وضعيفا، وكانوا يقولون للناس استكمال النهضة لكن أين هذه النهضة المدعاة؟، وفي منطقة الفشقة يمكن التحقق من ذلك فالمهجرون هنا يعانون بصورة بالغة، وأكثر ما يؤلمني أن المهجرين أكثر من (30) ألف أسرة لا يعلمون حقوقهم وهم ظلموا ظلم الحسن والحسين، البرامج الحزبية كانت غير مقنعة للناخب إطلاقا وهي مكررة وبلا جدوى والمواطن اقتنع أن من يمثله حقيقة هم المستقلون.

* دلالة رمزك الجرس حتى بعد الفوز؟

– الجرس لديه دلالات عميقة فهو في البداية يجمع الناس وينبههم، ثانيا لأن صوته عال ويقرع ناقوس الخطر لمحاربة الفساد والمفسدين، وأنا في الحقيقة (دقيت جرس) للحكومة كما يقول الشباب..

* قضيتك المركزية بالطبع ستكون المهجرين والمتأثرين بالسدود ما هي رؤيتك لحلها؟

– المهجرون هم فعلا همنا القادم الذي سنحمله في حلنا وترحالنا، وهؤلاء الحكوميون ظلموا المتأثرين ظلما كبيرا وأنا ملم بكل تفاصيل القضية، وسنطالب بمساواتنا بما حدث في مروي بذات المساحات والتعويض في البناء والمشاريع الإعاشية.. لا يوجد أي فرق بيننا وبينهم..

* هنالك من قال إن المستقلين عبروا بفوزهم عن نزاهة الانتخابات؟

– والله نحن بنعرف إنو حرسنا الصناديق، حرسناها حراسة شديدة، شكلنا لجانا مشتركة للمستقلين في الدائرة وكانوا بعملوا شاههيم وجبنتهم جمب مراكز الصناديق، وواحد بنوم بالباب وواحد ينوم بالشباك، وما أديناهم أي فرصة في الصناديق، وإجابتي على سؤالك إننا حرسنا الصناديق حراسة شديدة بالسهر والجوع عشان الصندوق لا يتبدل ولا يتغير..

* كيف سيكون وضعكم في البرلمان القادم وفي أي هيئة برلمانية ستمثلون؟

– نحن كمستقلين لابد أن ننشئ كتلة ونكون المعارضة الحقيقية داخل البرلمان، وسنطالب بذلك ونحن لسنا جزءا من كتلة نواب المؤتمر الوطني ولن نكون جزءا من كتلته..

* من ساعدك من الأحزاب في نيل دائرتك؟

– لم يساعدني أي حزب في الدائرة إطلاقا، ساعدتني جماهير المنطقة وهم من دفعوا الأموال ومن قاتلوا معي وقادوا معي المعركة، أنا جيت بيدي..

* ما هي القضايا التي ستطرحها أمام البرلمان المنتخب القادم؟

– أهم القضايا عندي هي قضية المهجرين وأراضي الفشقة المغتصبة وكهرباء الريف الشمالي المظلوم ويبعد من الطريق القومي (5) كيلومترات ويرفد خزينة الدولة بأموال طائلة وأهله من المزارعين والرعاة ومناطقهم تعاني من العطش ووعورة الطرق، ومنطقة مثل كركورة إنسانها يعاني من أي شيء ونحن لن نسمح بظلم أهلنا مرة أخرى.

* رؤيتك لقضايا ولاية القضارف؟

– أنا بقول اليد الواحدة ما بتصفق ونواب القضارف لو كان ضميرهم حيا فعليهم أن يسعوا لحل مشكلة مثل مشكلة العطش ومياه القضارف التي فشلت فيها جميع الحكومات المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية، (وكل سنة بقولوا السنة الجاية)، ثانيا طريق مثل الحواتة القضارف القرية (3) وده سمعنا بيهو من جات الإنقاذ دي لكن حتى الآن لا يوجد أي بصيص أمل لحله، وهذا يقودني للسؤال مرة أخرى: أين النهضة التي يقولون إنهم سيستكملونها؟. أكثر القضايا الملحة والتي تؤرقني هي قضية الزكاة وأنا بمعرفتي أرى أن هنالك عدم رضا من جانب المواطنين عليها وأنا ما دمت مفوضا من الشعب فسأطالب بتوزيع الزكاة في مناطقها وأقول زكاة الفشقة لأهل الفشقة.

* برأيك في الشأن القومي هل سيستمر الحوار بصورة حقيقية؟

– أنا أقول إننا سنجبر المؤتمر الوطني على إجراء حوار حقيقي لأنه لا مخرج لقضايا البلد إلا بالحوار لأن الحرب أرهقت البلد وأفقدته إنسانه وماله وعلاقاته الدولية وأزمة البلد تكمن في الحرب، والحوار الحقيقي ستتبعه علاقات دولية جيدة ومستوى اقتصادي أكثر استقرارا..

* والحكومة القادمة؟

– على المؤتمر الوطني أن يتنازل تنازلا حقيقيا لأجل حكومة قومية فعليا وحكومة أحزاب الكرتون لن تؤدي إلى حلول فعلية في البلد، يجب أن تكون المسافة واحدة بين الأحزاب للتنافس في قضايا الوطن والسعي لحلها لا أن يستأثر بها حزب واحد.

* هنالك من يتهمكم بالصمت في قبة البرلمان القادمة؟

– هذا اتهام سابق لأوانه لكنني أطمئن جماهيرنا بما تواثقنا عليه في أيام خوضنا للانتخابات ولن نحيد عنه، وأنا قلت لأهلي في الدائرة إنني ساقوم بعقد مؤتمر فيها لمناقشة كل قضايا الدائرة وكذلك سأقوم بعمل مجلس استشاري يحثني ويدلني على مواقع الخلل وكيفية الوصول إلى حلها، أنا سأحمل معي حقيبة تشمل كل القضايا المطلوبة، وأنا ما بمش ساكت زي الجماعة المشوا “هبتلي” بل سأذهب كشخص منظم.

* ما هي أبرز مطالب المستقلين الفائزين في دائرتك في البرلمان؟

– نطالب المؤتمر الوطني بالتنازل لصالح المستقلين من رئاسة البرلمان وإذا تنازل فسيكون البرلمان حقيقيا وقويا وتاريخيا، وسيؤكد أن المستقلين مثلما صرعوا الأحزاب في مواقعها التاريخية بأصوات الجماهير فسيسخرون سلطتهم لخدمتها.

* آخر صوت؟

– آخر صوتنا أن يكون البرلمان حقيقيا ونحن نعول على أصحاب الضمير الحي داخل المؤتمر الوطني ونتمنى أن تكون مصلحة المواطن أهم من مصلحة الأحزاب لا أن يطبخوا القضايا في الخارج و(يجونا ناس تمرير)..

 

 

اليوم التالي

 

Exit mobile version