تثبت إسرائيل مرة تلو الأخرى أنها لا تقبل سماع الحقيقة وتعادي من يواجهها بكلمة الحق، وآخر فصول نبذ إسرائيل للقادة الذين يصرحون بما لا تشتهي هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر المزمع قيامه بزيارة إلى إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، ولكن صحيفة (إسرائيل اليوم)، ونقلاً عن مصدر إسرائيلي كبير صرح بأن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضا طلب الرئيس كارتر لقائهما خلال زيارته المرتقبه وحسب الصحيفة فإن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر هو “شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل”.
يا للهول، الرئيس الأسبق للدولة الحليف الصديق لإسرائيل غير مرغوب فيه، لأنه فقط صرح بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي أطلقت عليها تل أبيب عمليات الجرف الصامد صرح الرئيس كارتر، واصفاً الحرب بما ينبغي أن توصف به الحروب عادة عندما قال إنها “كارثة إنسانية تقوم بها إسرائيل”.
وبهذا التصريح أصبح الرئيس كارتر الذي يحظى بالاحترام أينما حل حول العالم أصبح وبحسب مصدر دبلوماسي إسرائيلي أبعد من أن يكون صديقاً موضوعياً لدولة إسرائيل.
من جانبها، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية إن تل أبيب قررت مقاطعة زيارة كارتر، المرتقبة إلى البلاد، أواخر أبريل، بسبب “لقاءات عقدها مع قادة في حركة (حماس)، ومواقفه المنتقدة للسياسة الإسرائيلية”.
ولكن بالنظر إلى تصريحات الرئيس كارتر نجد أنها لا تعبر أكثر من الواقع الراهن وعلى سبيل المثال كتب مقالاً نشرته صحيفة الواشنطون بوست الأمريكية في مارس الماضي، أكد خلاله أن السبيل الوحيد لضمان أمن وحماية الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هو اتفاق سلام يمنح الفلسطينيين الحكم الذاتي، محذراً من اندلاع حرب جديدة في المنطقة إذا لم يتم اتخاذ خطوات جدية في هذا الاتجاه. وشدد، على أهمية رفع الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع إجراءات الرقابة المشدّدة المطبقة على جميع مواد البناء التي تدخل القطاع، وتسهيل إجراءات دخول الأفراد والمنظمات، “فإصرار إسرائيل على اتباع مثل تلك الإجراءات يهدد أمنها على المدى القصير، خاصة في ظل الأوضاع بغزة”، ولهذا طالب كارتر إسرائيل بإعادة فتح جميع المعابر إلى القطاع، وتطبيق نظام جديد للاستيراد والتصدير، وفي الوقت نفسه، أكد كارتر أهمية توصل الأطراف الفلسطينية إلى اتفاق وتكوين نظام سياسي موحد يضم جميع الأطراف، والعمل على استقرار الوضع الأمني وحل الأزمة الإنسانية في القطاع.
أعد قراءة ما كتبه كارتر مرتين وثلاثاً، فهل تجد ما يستحق هذا الضجعة أم أن إسرائيل لا ترغب إلا في سماع صوتها وصدى صوتها أمريكياً فقط.