عصر الثلاثاء انتقلنا – عدداً من رؤساء التحرير والصحفيين – مع والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” في رحلة نيلية من مرسى النقل النهري في “المنشية” و إلى المرفأ الجديد في منطقة “الواحة شرق” بمحلية كرري بالقرب من كبري (الحتانة – الحلفايا)، وذلك في تجربة استكشافية أولى قبل إعلان تنفيذ مشروع مواصلات (النقل النهري) بولاية الخرطوم.
الخطة طموحة للاستفادة من النيل (المهمل) على الأقل في مساحات واسعة من مجراه بالسودان، والفائدة تكون على محورين؛ الأول تخفيف الضغط على المواصلات البرية وتقليل الزحام في الشوارع والكباري، والهدف الثاني هو تنشيط حركة سياحة النيلية في العاصمة ومن بعدها كل الولايات التي يعبرها النيل .
حددت وزارة البنى التحتية (13) محطة رئيسية وفرعية كمرحلة أولى تبدأ من ” الواحة” شمالاً وتنتهي في جبل أولياء على أن تمتد المرحلة الثانية إلى “السبلوقة”.
المحطة المركزية ستكون في ” الوابورات – بحري ” أسفل جسر المك نمر، ومحطة رئيسية قبالة قاعة الصداقة، ومحطة في “شمبات” تطل على مجمع كليات الزراعة والبيطرة لخدمة الطلاب وقاطني الداخليات وسكان المنطقة .
أهم محاور المشروع ثلاثة: المحطات التي ستتكفل كبرى الشركات بتشييدها على أحدث طراز لتشمل مطاعم وكافتريات ومصليات وخدمات أخرى، وقد التزمت بعضها بذلك مثل “ماثيو للبترول” و شركة (زين) التي مثلها نائب العضو المنتدب الأستاذ “إبراهيم محمد الحسن”، و “نوبلز قروب” التي مثلها مديرها العام السيد “محمد المأمون عبد المطلب ” وشركات أخرى تدرس العرض.
المحور الثاني هو المواعين النهرية وتتكفل بها شركة (جياد)، والثالث هو مسح وتنظيف مجرى النيل .
معلوم أن مجرى النهر ظل يعاني من إهمال لسنوات طويلة، فتكاثرت الجزر الرملية وسدت المسارات القديمة ، والأمر يحتاج إلى عمل جدي مكثف لإزالة كل الحواجز التي تعوق مسار المواصلات ومعدات السياحة على امتداد النيل داخل ولاية الخرطوم، ومن ثم تواصل بقية الولايات العمل بذات الوتيرة لتحقيق قدر مناسب من استخدام مثالي لمجاري الأنهار في بلادنا.
أبدينا بعض الملاحظات حول ضرورة تأمين وتهيئة (الأرصفة العائمة)، فما رأيناه و مشينا عليه (السقالة) الرابطة بين المرفأ والبص النهري غير مناسبة لخدمة آلاف البشر على مدار اليوم .
وأقترح هنا على والي الخرطوم طرح مسابقة على كليات الهندسة والشركات الهندسية لتصميم وتنفيذ مرافئ وأرصفة آمنة وحديثة، تقوم من بعد ذلك شركة (جياد) بتنفيذ النموذج الفائز عبر لجنة خبراء تضم عدداً من أساتذة الهندسة المدنية بالجامعات، وكبار المقاولين المتخصصين في مثل هذا المجال.
نحتاج دائماً إلى المزيد من التروي والدراسات واختيار الأفضل دائماً والأنسب لشعبنا غض النظر عن ما يستخدم في بلاد أخرى، فقد أضرتنا (الكلفتة) في مشروعات كثيرة.
نظافة مكثفة لمجرى النهر وليس (مسح) مستعجل على طريقتنا المعهودة، ثم تعديل مواصفات البصات لتسع عدداً أكبر بمقاعد أكبر، وتصميم أرصفة لعبور الركاب بفكرة مختلفة عن تلك التي رأيناها وهذا (شغل مهندسين) .. ثم سيكون مشروعاً كبيراً .. ومهماً.. وراقياً، فيه نقل وترويح عن النفس وترفيه.
الهندي عزالدين- المجهر