التغييرات التي أجراها (المؤتمر الوطني) في هياكله وقياداته بتنحي بعضها طوعاً وإفساح المجال للجيل التالي وكوادر شبابية من القطاعات كافة، يفترض أنها تمثل خطاً إستراتيجياً للحزب والدولة، وليست قراراً ارتجالياً أو خطوة للأمام تعقبها خطوتان للوراء.
ولهذا يبدو غريباً أن يتهامس البعض بعودة فلان أو علان للعمل في منصب قيادي.. سياسي أو تنفيذي في مرحلة ما بعد الانتخابات !!
لماذا تنكص الدولة عن برنامج التغيير فتعود القهقرى بسبب آراء انطباعية غير مدروسة، أو مصالح مجموعات وأمزجة أفراد؟!
ومع التأكيد على بعض الهنات في الأداء العام، والتعجل في الدفع بأشخاص غير مناسبين لمواقع عديدة تحت لافتة وغطاء (الشباب)، إلا أن الثابت أن تقدماً محسوساً حدث في ملفات الاقتصاد، العلاقات الخارجية، الأمن العام في غير مناطق الحرب، الخطاب السياسي العام للحزب الحاكم وأهم رسائله المفيدة تعزيز القناعة بأهمية مواصلة (الحوار الوطني) بعد الانتخابات .
وبقدر ما أخفقت قيادات (شابة)، نجحت قيادات أخرى وأثبتت أنها جديرة بالاختيار وشغل مواقع تنفيذية وسياسية مهمة سواء في المركز أو الولايات .
المهم أن التغيير مطلوب لذاته في كل الأحوال وكافة المراحل، وفيه تجديد للروح.. الدماء.. الأفكار.. والحياة .
الردة عن مشروع التغيير تعني اختلالاً في الفكرة واضطراباً في المنهج، وهذا لا يشبه حزباً حاكماً لأكثر من (ربع قرن) واجه الكثير من الأزمات والأنواء والمخططات الداخلية والخارجية وعبر المضايق والحواجز والمطبات .
منطلقات (الردة) دائماً ذاتية، متعلقة بالمرتد وقلة من مشايعيه، ولا علاقة لها بعقل ومنطق وتأمل وتدبر، ولهذا تسقط سريعاً مثل هذه الدعاوى ولا تصمد في مواجهة البراهين !!
نحتاج جميعاً أن نتمسك بثورتنا التصحيحية على كل الأصعدة، ولا نسمح باختطافها لكائن من كان، مهما كانت المسوغات والتبريرات التي لا تقوم على ساقين!