5-شباك الدمغة:
تمشي تقيف في شباك الدمغة الطويل كذلك إنت وحظك في دمغات ولا مافي؟!
نفسي أعرف ليه الأورنيك من الأساس ما تكون عليهو الدمغة ويضاف ثمنها؟!
6-المرحلة الأخيرة هي التأشيرة الميمونة.. ودي أصعب المراحل..
فيها كثير من الازدحام وهي شبابيك كثيرة لكنها جميعا مكتظة وغير منظمة بالمرة وخدماتها بطيئة.
نجد فيها الشاب والشيخ العجوز والنساء والبنات.. أنا أشبه هذه المرحلة برمي الجمرات في الحج لكن الناس في الحج برجمو الشيطان، وهنا الناس برجمو السودان المسكين بشتى الشتائم جراء هذه الإجراءات العقيمة.. وبيعاهدوا نفسهم على مغادرة دون عودة.
ناس تدافر في بعض وناس تلزلز وطريقة غير حضارية بالمرة!! خصوصاً لأولئك الذين يعملون في دول متحضرة النظام فيها شيء أساسي.. أما الزول المغترب لأول مرة ما فارقة معاهو.. يقيف ويلزلز مع الناس والمهم يتخارج!
وعندما يختم جوازك بتأشيرة الخروج أخيراً تحلف تقول ما بجي أقيف الموقف دا مرة تانية نهائي.. وتشعر بكراهية عارمة.
بالرغم من أن هناك بنات كتار ما عارف ليه منتشرات في الجهاز يمثلن مكاتب خدمات عامة خارجية وخاصة يعرضن المساعدة في تسهيل الإجراءات برسوم إضافية نحو 50 جنيها على الجواز الواحد على الأقل! والغريبة أنهن يقمن بنفس الإجراء وقوف في الصفوف وماعندهم أي ميزة إضافية غير ياخذو منك قروش زيادة!!
وأنا عبر اندياحك يا أستاذة أتوجه بالسؤال لمدير الجهاز والعاملين على أمره: أين هم من هذا العذاب الذي نعايشه باستمرار؟ وهل هو متعمد؟ وأتمنى أي واحد منهم يضحي بي يوم من وقتو الغالي المقضية بلا شغلة أساساً ويستلم جواز مغترب مراجع ويقوم بهذه الإجراءات بالنيابة عنه عشان يشوف المعاناة.
الشيء الوحيد للأسف المصبر المراجعين هو بعد كل هذه المعاناة فوزهم بتأشيرة لمغادرة السودان.. هو وأبنائه المندهشين.. وتقول لي وطنية؟!
أنا إتكلمت مع موظف في الجهاز وسألته: لماذا لا يتم التنظيم من باب الدخول ويدخل المراجع برقم إلكتروني متسلسل حسب الخدمة المقدمة وتتم العملية برمتها الكترونياً وتنتهي بالوصول لشباك واحد تتم فيه عملية دفع الرسوم كاملة وعمل التأشيرة في أقل من ساعة والسلام؟!
والله قال بالحرف الواحد أنا (مكجن) المغتربين ديل عشان فلسفتهم دي.. سيستم شنو يا زول؟ لو عملو سيستم نحنا ناكل من وين؟! ومن هنا عرفت ليه كل هذه التعقيدات وكل هذا الإجراء الممل..
فمن المستفيد الأول من هذه البيروقراطية هل هي الدولة أم هم أشخاص يسترزقون من حاجة الآخرين؟!
وأخيراً، بقول لمدير الجهاز الجديد بدل ما تتبجح في القنوات الفضائية بالإنجازات أمشي صلح البيت من الداخل وما تعمل زي ما عمل المدير السابق القضاها سفر وحضور مهرجانات.. أمشي أقيف على الفساد والفوضى داخل جهاز المغتربين العاملين بالخارج.. واتق فيهم الله.
الكل طالع منو بينعل فيهو وفي البلد..
ونحنا غايتو كمغتربين ما عافين ليكم كل قرش أخدتوه مننا ولم نجد في مقابلة خدمة جيدة ولا معاملة إنسانية ولا حياة كريمة ولا واقع أفضل لينا ولي أهلنا وبلدنا.. لك الشكر أستاذتنا على السانحة.. وآسف للإطالة والأسلوب واللغة الدارجية.. ولكن الوجع كبير.. ونحن نتوسم فيك الخير لما يصلنا منك من كتابات قريبة من القلب والناس والمجتمع.. وتأكدي من إنني صادق في كل كلمة.. وأتحمل مسؤولية هذا الاندياح المؤلم القادم من الخارج.. وما خُفي أعظم.
المرسل/ح.ب
عن كل المغتربين الموجوعين بالمملكة العربية السعودية
تلويح:
هذه ليست المرة الأولى التي أستمع فيها لمعاناة المغتربين مع الجهاز المعني بشؤونهم وراحتهم.. وقديماً قال الأديب الطيب صالح له الرحمة (الغربة وجع ضرس).. ويبدو أنه كان يقصدها في الخارج والداخل.. علماً بأن أوضاع المغتربين لم تعد زاهية كما كانت.. وبعضهم يستحق الشفقة.. فلماذا نمعن في تعذيبهم أكثر؟
شكراً (ح.ب) للثقة.. وأنتظر مثلك التوضيح أو الرد ممن يهمه الأمر.. هذا إذا لم نتهم بالإساءة والبهتان!!