البقاء للأسود فهو يكسب (1)

صدر للصحفي التلفزيوني جون انتاين، الحائز على جائزة ايمي، كتاب يحمل اسم «تابو» وتعني المحرّم أو المحظور، وقبل أن استعرض ما جاء في هذا الكتاب أهيب بجميع أحفاد عنترة وكافور وأبي الأسود الدؤلي أن يشتروه بالجملة؛ لأنه يؤكد تفوق الجنس الأسود: فرغم أن السود يشكلون ثمنا، أي واحدا على ثمانية (1/8) من سكان العالم إلا أنهم يشكلون 70% من لاعبي الفوتبول الأمريكي تلك اللعبة المقتبسة من حرب العصابات في فيتنام، والتي لا علاقة لها بالفوت الذي هو القدم، لأن تبادل الكرة يتم بالهاند التي هي اليد، كما أنهم يمثلون 85% من لاعبي كرة السلة في أمريكا. أما في بريطانيا حيث السود فقط 2% من السكان فإنهم يشكلون أكثر من 20% من لاعبي كرة القدم في أندية الدرجة الأولى. وخلاصة الكتاب المدعم بالأرقام أن الأوربيين والآسيويين لا مستقبل لهم في الميادين الرياضية التي يتسيدها السود تدريجياً لأنهم مبرمجون جينياً ليكونوا أكثر تحملاً وأطول نفساً. ولتقريب الصورة لقراء «المجلة» أذكرهم بأن غرب إفريقيا تحتكر سباق المائة متر عالمياً بينما شمال وشرق إفريقيا يحتكرون السباقات ما فوق ألف متر، وأفضل العدائين العالميين إثيوبيون يعانون من سوء التغذية، ولا قدرة لهم على شراء أحذية نايك أو أديداس.
ولتقريب الصورة أكثر فإنني أقول إن السودان هو البلد العربي الوحيد الذي لم ولن يسمح باستيراد الفياغرا لأنه لا حاجة لنا بها. فالفحل السوداني يظل مزوداً بفياغرا طبيعية حتى سن الخامسة والستين، وبما أن العمر الافتراضي للمواطن السوداني هو كذا وثلاثين سنة، فإن أقلية قليلة تعيش إلى سن استحقاق الفياغرا، وبالتالي فإن الحاجة إلى ذلك العقار في السودان لم ولن تنشأ، إلا في أضيق الحدود، وعندكم مايك تايسون ذلك المناضل الجسور الذي كان يفتك بالخصوم في حلقة الملاكمة وعض أذن الأحمق هوليفيد حتى قضمها، ويملك من الطاقة واللياقة ما يعينه على مغادرة حلبة الملاكمة واغتصاب أول معجبة يلتقي بها قبل ظهور الفياغرا ويؤكد جون انتاين حقيقة ظللت مؤمناً بها طويلاً، وإن لم أجد في نفسي الشجاعة للإفصاح عنها، وهي أن السود إذا دخلوا أي مجال أبدعوا فيه وأتقنوا: خذ عندك عنترة بن شداد، فبعيداً عن المفاخرة العائلية أقول إنه ظل شاعر الجزيرة العربية وفارسها الأشهر. ويحاول بعض العنصريين تلميع امرئ القيس بوصفه أفضل شعراء حقبة ما قبل الإسلام ولكن الأقوال المنسوبة إلى هذا الصعلوك تدينه: «لا صحو اليوم ولا خمر غداً، اليوم خمر وغدا أمر» ألا يصبح امرؤ القيس بهذا أبا البيروقراطية العربية بتكريسه مبدأ تأجيل عمل اليوم إلى الغد مع تخصيص «اليوم» بأكمله للهو والسُّكر، وبما أن الغد سيصبح «اليوم» فإن عملية التأجيل تبقى مستمرة وحالة دائمة. وعلى صعيد آخر، لك أن تقارن بين الزعماء الأفارقة ونظرائهم الغربيين: هل هناك زعيم غربي يستطيع أن يحكم 40 سنة متتالية، ويتزوج بحسناء عمرها 30 سنة بينما عمره 83 سنة كما فعل روبرت موغابي رئيس جمهورية زيمبابوي المزمن؟ ساني اباشا ديكتاتور نيجيريا الهالك أيضاً دليل على أن الإفريقي ليس بحاجة إلى منشطات الغرب فلأنه كان حراميا واجتمعت عنده الأموال، فلم يعد يعرف ما يفعل بها فقد اشترى الفياغرا بالطن المتري، وظل يستخدمها يوما بعد يوم إلى أن نفق، أي مات، والفياغرا هي التي قتلته، ولو مارس أباشا نشاطه الاجتماعي بإنتاج أبناء وبنات السفاح من دون اللجوء إلى ذلك العقار لكانت نيجيريا ترزح تحت ديكتاتوريته إلى يومنا هذا.

jafabbas19@gmail.com

Exit mobile version