مشهد (1) :
في إحدي خيام (بني عبس) عنترة يرقد مسجياً على فراش من وبر الإبل مرتدياً حلة سوداء وحوله أخوه (شيبوب) وزوجته (عبلة) وعمه (مالك) وبعض الجيران ، عبلة متجهمة الوجد تمسك (بهبابة) تحركها يمنة ويسري أمام وجه (عنترة) مغمض العينين
شيبوب: منذ متى وهو على هذه الحال؟
عبلة: والله ليهو أسبوع بي جنس الحالة دي
مالك : وهال أخذتيه إلى دار (الشفاء)؟
عبلة: ما خلينا لينا حته ما وديناهو .. مشينا بيهو دار الشفاء ودار (الزيتون) وتستشفون وكووولهم يقولو ليك كان ما دفعتا أمنية كم مليون ما بندخلو !
شيبوب: ولماذا لم تأخذيه إلى دار الشفاء الحكومية !
عبلة : قالو أن (أسرتهم) مكعكعة ولا تحتمل وزن عنترة غير أن أحد الأطباء أرقده على الأرض وفحصه وقال أنه مصاب بصدمة عصبية شديدة !
مالك : مسكين عنترة فقد إنهارت أعصابه على الرغم من أنه كان يعلم نتيجة الإنتخابات سلفاً
شيبوب : أعصابو براهو ؟ بنو عبس كووولهم أعصابهم إنهارت
– (عنترة بين الحين والحين يفيق من غيبوبته ويرفع سبابته هامساً … تااااني خمسة سنين … تاني خمسة سنين)
مالك : والله يا شيبوب إنها كارثة لقد كنا ندخر (عنترة) لليوم الأسود !
شيبوب : لماذا لم تجرب معه (طب الأعشاب) عبس كووولها إتملت (عشابين)
عبلة: والله حاجه خليناها ليهو مافي .. للرقية الشرعية عملناها !
أحد الجيران : الله يقومك بالسلامة يا عنترة فأنت أمل بني عبس
مشهد (2) :
عبلة تدخل إلى خيمة ( عنترة ) صباحا وهي تحمل (كوب حليب) فتجد فراشه خاليا ، تنظر إلى موضع سيفه ورمحه وخوذته فلا تجدهم ، تخرج مهروله خارج الخيمة حيث مكان فرس عنترة (الأبجر) فلا تجده ، اخذت (عبلة) في الصراخ فتجمع الجيران :
جار (1) : عنترة ليس في إستطاعته الخروج وهو في هذه الحالة الصحية
جار (2) : أكيد ديل (الجماعة) جو ساقوهو !
جار (3) : لا أظن ذلك يا أخا العرب ففرسه غير موجود !
جار(1) : هل أبلغتي يا عبلة (السلطات) ؟
عبلة : أبلغهم كيف؟ الشبكة طاشة من الصباح
مشهد (3) :
بينما (العربات) تسير في (شارع المورده) سيرا حثيثاً تتجه نحو (كبري أم درمان) يفاجأ الجميع بفارس متقلدا سيفه يحمل رمحه بيمينه ويمسك بلجام فرسه الضخم بيسراه ويسير بين صفوف العربات المتراصة ، ألجمت الدهشة السائقين والراجلين ورجال المرور، أخذوا يتتبعونه بأعينهم حتى وصل غلى مدخل الكبري فترجل من راحلته وقام بربضها ثم أعتلى (رأس الكبري) في رشاقة ، لحظتها كانت الحركة قد توقفت تماما عند مدخل الكبري ، خرج الجميع من مركباتهم وهم ينظرون محدقين إلى ذلك الفارس فارع الطول ذو الوجه صارم القسمات المهيب ، أطبق الصمت على المكان ، ومن على قمة الكوبري أشار الفارس للجميع بالسكوت :
– أيها الشعب الفضل .. يا بني (عبس) … أنا عنترة .. أنا القائل :
لي سيف حـده يـزچي آلمنآيآ**ورمح صدره آلحتف آلمميت
خلقت من آلحديد أشد قلپ**و قـد پـلـي آلحــــــــديد ومآپليت
وإني قد شرپت دم آلأعآدي**پأقـحـآف آلـر وؤ س ومآرويت
وفي آلحرپ آلعوآن ولدت طفلآ**و من لپن آلمعآمع قـدسقيت
فمآ للرمح في چسمي نصيپ**ولآ للسيف في أعضآي قــوت
ولـي پـيـت علآ فلگ آلـثـريآ**تـخـر لـــــعظـم هـيپته آلپيوت
ياااا بني عبس .. إنها والله الفجيعة … إنها والله الكارثة أن نعيش في ظل هذا الهوان خمس سنوات أخرى !
– (صوت 1) : لقد هرمنا يا عنترة … لقد هرمنا
– (صوت 2) : يا عنترة ياخ أنزل نحنا محتاجين ليك !
– (صوت 3) : يا عنترة ياااخ خليك عاقل ما كلنا عين أبو أهلنا طلعت
– (مسؤول) : ياخ أنزل بنديك بيت في الإسكان الشعبي !
– (عنترة) : الكلام ده قولو لي زول تاني .. عنترة يرفض التسويات ..
– (صوت 4) : أنزل يا عنترة دوام الحال من المحال وكل أول يهو آخر
– (عنترة) : أسالو عني جميع القبائل والشعوب إن كنت أرضى الذل والهوان .. والله إن باطن الأرض خير لي من ظهرها !
– ( وهو يلقي بجسده الضخم في النهر صائحاً) : تحيا عبس … تحيا عبس
من وسط الجموع المندهشة ينسل (شيبوب) متجها نحو فرس عنترة (الأبجر) يمتطيه متجها عكس أتجاه الجموع التي إتجهت صوب شاطئ النهر (أكيد بيكون متابعو بوكسي) !
مشهد (4) :
الجموع تجلس على حافة النهر .. بينما (لنشات) الإنقاذ النهري تجوب النهر عرضاً وطولاً بحثاً عن جثة (عنترة) الذي لم يظهر له أثر ، مواطن يهمس في اذن آخر :
– الزول الزي عنترة ده ما بموت منتحر … يكون عاملا (تمثيلية) عشان يقلع ليهم بعد شهر شهرين يجيب أجلهم !!
كسرة :
سيداتي سادتي .. يرى المسؤولون أن عنترة قد إنتحر يأساً بينما يرى المواطنون أنه عائد بلا أدني شك لتغيير واقعهم المرير … الفاتح جبرا .. صحيفة التيار .. من أمام كوبري النيل الأبيض بأمدرمان ..!!
– كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)+و+و