اطلعت أمس على مقال محترم- كالعادة- للصديق مزمل أبو القاسم حمل عنوان (من خطف ساندرا).
مزمل سجل ملاحظات مهمة حول عملية الاختطاف التي استمرت لثلاثة أيام من قبل جهة مجهولة لامرأة سودانية هي (ساندرا كدودة)، والدها الراحل بروفسير فاروق كدودة، وهو سياسي وأكاديمي لم نعرف عنه ما يسيء، طوال وجودنا في العمل الصحفي وتعاملنا معه في الأخبار والحوارات في أواخر التسعينات، بل هو رجل لطيف وودود لا تغادره تلك الابتسامة النوبية الجميلة.
ووالدتها طبيبة لها مجهودات متميزة في محاربة داء الفقر (السل). ولم أسمع عن ابنتهما ساندرا في ذلك الوقت سوى أنها لاعبة تنس بارعة.
كان الأمر سيكون مفهوماً إذا تم احتجاز ساندرا من قبل سلطات أمنية تحت أي دواعٍ ولكن أن يقيد حادث الاختطاف ضد مجهول، فذلك هو الأمر الخطير الذي لم تتفاعل معه السلطات بما هو واجب عليها !
لو وضع أي شخص مسؤول في الدولة إحدى بناته في محل ساندرا لكان التعامل سيكون بشكل مختلف، فهذه الدنيا لا تدوم على حال، قد يأتي يوم تضع فيه الظروف بناتنا جميعهن في مثل هذا الموقف!
نعم عزيزي مزمل:
من خطف ساندرا؟!
سؤال لا يحتمل الإجابة عنه بالصمت المريب!
نسبة أوباسانجو!
سألني الزميل المتميز أسامة سيد أحمد في تقرير لقناة الجزيرة عن ماذا بعد الانتخابات؟
قلت له أتوقع أن تؤثر النتائج النهائية للانتخابات على توازنات مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني ومن بعد على مواقف الحزب من موضوعات الحوار والتفاوض.
حتى إذا لم نقل بضعف المشاركة في الانتخابات فهي على الأقل بمعطيات عديدة دون طموح الحزب الحاكم وأقل من توقعاته!
ضعف التنافس -لا دعوات المعارضة- هي التي تؤثر على حماس الناخبين وتجعلهم بلا دوافع لإنجاز مهمة التصويت، ربما عدم وجود انتخابات خاصة بالولاة كان ضمن الأسباب.
لم أستحسن تصريحات أوباسانجو رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي، حينما تبرع بتقدير نسبة المشاركة رقمياً، فهو بذلك وضع سقفاً إعلامياً للنسبة، إذا جاءت النتائج مطابقة لها كانت تلك خيبة كبرى للمؤتمر الوطني، وإذا تجاوزتها بكثير سيفتح ذلك الباب واسعاً للتفسيرات السيئة واتهامات التزوير!
درس مفيد
أهداني مشكوراً الدكتور إبراهيم الأمين القيادي بحزب الأمة نسخة من كتابه الجديد (السودان الأخضر بين دفتي السد العالي وسد النهضة).
ما يميز دكتور إبراهيم الأمين عن غيره من السياسيين الاهتمام الكبير بقضايا التنمية والمعرفة، فهو يتحرك في فضاء واسع خارج نطاق قاموس السياسة السودانية المهترئ.
السياسة القائمة على (طق الحنك) وبذل الوعد الكذوب وبيع السراب في حواري الظمآنين.
سياسة الكيد والمكر والانقسامات والتبضع في آلام الناس وأوجاعهم وارسال صواريخ الكاتيوشا.
نحن في حاجة لسياسيين حاكمين ومعارضين أصحاب أفكار كبيرة ومبادرات مضيئة.
أخيراً:
أعجبتني مقولة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
(الحكومة ليست سلطة على الناس ولكنها سلطة لخدمة الناس، لذلك نجاح الحكومة هو رضا المتعاملين معها).
في كل مرة أزور فيها دوحة العرب يغمرني الأصدقاء والزملاء بفيض كرمهم واهتمامهم وهي عادتهم في التعامل مع الزوار القادمين من الخرطوم.
ظللت أذكر أن السودانيين في الدوحة لهم صفات وعادات نادرة في التعبير عن الاحتفاء بالضيوف.
السودانيون هناك يختلفون في مواقفهم وآرائهم وانتماءاتهم ولكنهم يجتمعون على سودانيتهم بكل ود واحترام لا تجد فيهم إلا كل ما يسر ويفرح.