اليوم أسم موضوعنا يختلف عن المواضيع السابقة لكنه يصب فى هموم الوطن . حيث أن ما توحى به صاحبة الودع ينطبق على واقعنا اليوم . لقد انتشرت خرافات وبدع وقصص خيالية كثيرة جدا منذ أن خلق الله الارض ومن عليها والى يومنا هذا مستمرة بين الاجيال . البدعة هى كل ما خالف الشرع ( الكتاب والسنة ) وإجماع سلف الامة . وهناك بدعة مكفرة مثل ما أنكر شىء من الشرع و الدين أو أعتقد علم الغيب أوأشرك احدا مع الله . من تلك الخرافات والبدع تقديم القربان الى النيل فى السابق والذبح لغير الله والتبرك بالقبور وتصديق الابراج وقرأة الفنجان والكف والتمائم ورمى الودع وإدعاء علم الغيب وغيرها من تلك البدع والخرافات .
ست الودع التى إحتار الناس فى ترجمتها لحركة الودع وهى تلقى به على الارض ، لتحدثك عن المستقبل والمجهول والغيب هل هى اجتهاد وفراسة أو هناك قرين من الجن يوحى لها أو خيالات تدور بخاطرها أو علم لم يكتشف أو شطارة أو فن أو دجل وكذب . الظاهر لنا أن قارئة الودع هى تخبرك بالغيب وهو من انواع الشرك بالله والمصدق لها اشرك بالله . لكننا أذا احسنا النية وقلنا هى مجرد تسليه وتضيع وقت وتذوق طعم القهوة التى تجتمع عليها النساء كبار السن فإنه لا يصح تضيع الوقت بهذه الطريقة ، و لا يعفى ذلك من تلك المعلومات الغيبية التى تقدمها لزبائنها وربما يصدقها الكثيرون ويعتقدون أن ذلك يحصل لهم او من أخبرت عنه ويؤمنون بذلك ويدخلوا فى الشرك .
ست الودع ومن يلبسون التمائم (الحجبات) وزائرى القبور لتبرك بها لجلب السعادة كلهم يجهلون الدين و لا يتدبرون كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم و إلا ما لجأوا لتلك الخرافات والبدع التى تضرهم أكثر من نفعهم وهؤلاء فى خطر كبير . الحمدلله كثير من تلك البدع بدأت فى الزوال ولكن للأسف ظهرت أشياء أخرى أكثر خطورة من تلك البدع والخرافات وبمسميات آخرى ومن أخطرها الفساد والكذب والنفاق والانفتاح والاختلاط والربا المنتشر بطرق كثيرة وأسماء مختلفة وكلها من المهلكات نسأل الله السلامة والهدايا . نحتاج لعلماء وخطباء المنابر والإعلام والمجتمع ودور التعليم أن يعلموا الناس ويوضحوا لهم خطورة تلك البدع والخرافات ومظاهر التطور التى ظهرت حديثا فى تقليد الغرب فى كل شىء حتى لا ينطبق علينا الحديث : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . رواه مسلم .
المشاهد اليوم بأن الحكومة تراهن على الفوز بالانتخابات والمعارضة تراهن بالفشل والمقاطعة ونؤمن بأن الله يؤتى الملك لمن يشاء ويعز من يشاء بيده الخير وهو على كل شىء قدير . وهى لا تحتاج لست الودع ولا ضريح شيخ ولا بله الغائب . نقول للحكومة بأن النصر والفوز بيد الله وللمعارضة بأن الفشل مقدر بقدرة الله وأن نحسن الظن به و نؤمن به كما أمرنا . ليس هناك قوة تغير فى موازين الدنيا إلأ بإرادة الله سبحانه وتعالى ويقدر الله علينا الإبتلاء بهذه الحكومة حتى نتعظ ونعود له طائعين وعابدين أو يقدر لنا غيرها ليكشف لنا مدى إيماننا ويرجع ذلك كله بما كسبت أيدينا وأنفسنا ليمحص ما فى قلوبنا ويميز الخبيث من الطيب . ولا نقول أن فشل الحكومة بسبب المقاطعة ولا فوزها بسبب الحشد والتأييد وإنما بقدرة الله وأرادته وهو القادر أن يهزم الفين مقابل مائة مقاتل وأن يفوز واحد مقابل عشرة ونقول قدر الله ما شاء فعل . ونسال الله أن يولى علينا من يخافه ويتقيه . نوصى الشعب السودانى بتقوى الله والصبر والمحاربة الفساد وتفنيد الكذب الذى اصبح شعارا لينال به المراد . اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ولا تفتنا فى ديننا .