الأزهر يرد بـ”الجهاد الإلكتروني” علي وصف الإسلام بالبربرية والوثنية

فى محاولة للسعى لمعرفة الصورة التي قدم بها الإسلام في المواقع الأجنبية على شبكة الإنترنت قدم الدكتور شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة بالتعاون مع الباحثة مي محمد جمال الدين دراسة بعنوان (الخطاب المعادي للاسلام علي شبكة الانترنت آليات الهجوم واستراتيجيات الردع) وذلك فى المؤتمر الخامس للأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام.

وقد جاءت فكرة الدراسة من انتشار المواقع الأجنبية المعادية للاسلام علي شبكة الإنترنت ، وقد أجريت الدراسة على عشرين موقعا الكترونيا يهاجمون الاسلام، مع ملاحظة أن هذه المواقع اغلبها امريكية واسرائيلية.

آليات الهجوم

موقع www.omdurman.org احد المواقع التى ركز عليها الباحثان فى دراستهما لمعرفه كيفية تشويه معاني الاسلام وسماحته , فوصف المسلمين بالبربرية والهمجية والدول الاسلامية بأنهم أعداء السامية , والعنصرية , ويضطهدون الديانات الأخري ولايعترفون باى من الديانات.

ويصف الموقع الاسلاميين بالارهابيين , ووضع أيديهم علي ممتلكات غيرهم , وسرقة ونهب الحضارة والثروات من البلاد الأخري , بالاضافة الي نشر الكراهية والفوضي في العالم وزعزعة الاستقرار عن طريق الحروب و الدمار .

ويرى موقع www.apostatesofislam.com ان الاسلام الاداة المحرفة للوثنية , وأنه دين العنف والارهاب والشذوذ والأكاذيب والخيانة , وأنه دين التناقض , ويهدف الي اقامة قوة متحدة من العصابات الارهابية لاشاعة الدمار والخراب وسفك الدماء بغية اكراه الناس علي الدخول في هذا الدين الذي اتهوه بأنه يتناقض مع قوانين الكون , ويحاول المسلمون الذين يدينون به الي تحويل العالم الي دولة اسلامية.

وقام موقع www.masada2000.org بالترويج للمفاهيم الخاطئة عن الاسلام في خطابه الاعلامي , حيث عرف الاسلام بأنه الدين الذي يستسلم فيه المسلم لله ويذعن له ويطيعه ويتعبد اليه ساعات طويلة , وهو دين الاستبداد والرق والشذوذ , وهو الين الذي تعلم فيه أبناءك الانتحار من أجل الجهاد بعد اجراء عمليات غسيل المخ التي يفهم فيه الشخص المقدم علي الانتحار أنه فدائي أو مجاهد وسيدخل الجنة التي سيفوز فيها بكل مايريده جزاء علي انتحاره.

استراتيجيــات الــردع

اهتمت الدراسة بعرض استراتيجيات الردع التي تبنتها مجموعة من المواقع يأتي في مقدمتها موقع www.sbeelalislam.net الذي اهتم بتوضيح مفهوم الاسلام , حيث قام بتحديد طبيعة الاسلام السمحة بأنه دين المحبة و السلام والامان و الكرم وأن الدين الاسلامى لا يضطهد الاديان الاخرى ولا يحاربها ولا يأخذ اى موقف عدائى منها , أما أهداف الاسلام فقد تمثلت في نشر السلام و عقيدة التوحيد والتعاون بين سائر البشر و مساعدة بعضهم بعضا و مؤازرة الآخرين فى مأساتـهم و الوقوف الي جوارهم في المحن.

واعتمد خطاب الموقع فى الأساس على الشرح والاقناع كهدف من أهداف الخطاب فى الموقع وذلك بغرض الرد على الشبهات و الأكاذيب و المزاعم التى يرددها أعداء الاسلام لتشويه صورته ، كما اعتمد على النقد أيضا , حيث ركز الموقع على نقد المضامين التى تقدمها المؤسسات والهيئات و التنظيمات السرية والعلنية والتي تروج لأفــكار و مفاهيــم و مبادئ خاطئة و مشوهة لصورة الاسلام و المسلمين و العمل على نشر تلك الافكار ومن تلك المضامين التى وجه الموقع النقد لها الادعاء بعبادة المسلمين للقمر , و الشبهات حول الانبياء و الصحابة , و الشبهات التى ترددت حول السيدة عائشة رضى الله عنها , و نزع حجاب النساء أمام سيدنا عمر بن الخطاب , و الزواج المبكر للفتيات و انكار تعدد الزيجات للرجال.

وفي نفس السياق ، كان خطاب موقع www.islamonline.net يحدد مفهوم الاسلام من خلال التأكيد على الصوره الايجابية للاسلام وأهدافه السمحة, وقد ركز الخطاب فى الموقع على أن الاسلام هو الدين الذى وجد من أجل تحرير البشرية وصفاء القلوب و طهارتها وتعليم الصبر والتعاون , أما خطاب الموقع لتحديد اهداف الاسلام فكانت تركز على ان هدف الاسلام هو العمل من أجل نفع النفس و نفع الغير , حيث أن العمل عبادة والاخلاص فى العمل يؤدى الى نمو المجتمعات وتقدمها وكان الخطاب موجها فى الأصل الى الشباب , ولم يتوجه الموقع في خطابه لتحديد أى من آثار الغرب على الاسلام أو موقفه منه أو المقارنة بين حضارة الغرب و الاسلام.

أين الأزهر الشريف ؟؟

شنت الدراسة هجوما واسعا علي الأزهر الشريف باعتباره المؤسسة الدينية الجديرة بحماية الإسلام بدلا من المواقع غير الرسمية التي تقوم بهذه المهمة .

ووفقا لما ذكره الباحثان ، فبدلا من التوسع في انشاء المواقع الاسلامية الرسمية وتطويرها والحث علي انشاء المؤسسات الدينية غير الرسمية لهذه النوعية من المواقع متعددة اللغة , فقد أجازت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الجهاد الإلكتروني للدفاع عن الإسلام وتدمير المواقع التى تسئ للإسلام، وهي لاتعلم أنها ستوقع المواقع المدافعة عن الاسلام في حرب ضروس من أناس أكثر دراية منا بتكنولوجيا الهجوم علي المواقع وتخريبها وشلها عن العمل.

المصدر :محيط

Exit mobile version