لا تختلف مهام وادوار الاعلام بشتي وسائله فكل الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية تدور في افلاك معينة ..لكن يبرز الاختلاف بينهم في كيفية معالجة الرسالة الاعلامية ومن ثم عرضها.. مع حقيقة ان الوسائط المرئية والمسموعة هي الاسرع في ايصال الرسالة علاوة علي تحقيقها قدر اكبر من الشهرة لمن يعمل بها, الا ان مساحة حرية الراي في المقروءة اكبر من نظيراتها.. تباين المميزات بين هذه وتلك وسع دائرة الاختيار لعناصر العمل الاعلامي بين متخصص في وسيط واحد وبين جامع لأكثر من وسيط.. كما يوجد من عرف من خلال وسيط معين الا انه هجره مفضلاً عليه اخر, وقد اقدم علي هذا كثيرون.. ونموذجاً لذلك نقف عند ثلاثة شباب ممن عملوا بالصحافة ردحاً من الزمان وغادروها صوب وسائط اخري وهم مقدمي البرامج سهام عمر ومحمد فرح وهبي والمراسل حسام الدين حيدر.
سهام عمر..بريق الشاشة لايقتل الشوق الي القلم
بدأت مذيعة قناة النيل الازرق سهام عمر حياتها الاعلامية محررة بصحيفة المريخ ثم الشارع السياسي وتدربت علي كافة صنوف العمل التحريري ما اهلها لان تظهر ملكات كتابية مميزة قبل ان يستهويها بريق الشاشة وتنتقل للعمل بقناة الخرطوم الفضائية التي مكثت بها حوالي اربعة اشهر ثم حطت رحالها بقناة النيل الازرق مقدمة لبرنامج رياضي اسمه (كل الالعاب) تجاوزته الي برامج المنوعات الاخري.
وتري سهام ان الشاشة اقرب واسهل الطرق لتوصيل الرسالة الاعلامية المعينة الا انها تحجم من حرية التعبير مبينة انها وجدت نفسها في الصحافة اكثر من التلفاز علي الرغم من اعترافها بان الشاشة منحتها النجومية بأقصر الطرق وافصحت في حديث صحفي سابق انها تحن الي الكتابة التي اعتبرتها تسهم في تأهيل الاعلامي اكثر من الوسائط الاخري.
محمد فرح وهبي..الصحافة بين تجربتين اذاعيتين
شهدت صحيفة فنون اولي الانطلاقات الصحفية لمقدم البرامج بإذاعة البيت السوداني محمد فرح وهبي وعلي اعتبار انها اول تجربة صحفية جادة له فقد ابهر محمد فرح بمستوي تحريري وفكري رفيع رفع من اسهمه في الوسط الصحفي وتنوعت محطاته الصحفية بين فنون والاخبار والقرار.
وعلي الرغم من البصمة الصحفية المميزة الا ان محمد فرح سرعان ما حن الي المايكرفون الاذاعي فقد عمل قبل ولوجه عالم الصحافة في اذاعة كسلا وتلفزيونها ما جعله يطرق ابواب العمل الاذاعي مجدداً فاختار اذاعة البيت السوداني محطة له وبدا ببرنامج يناقش القضايا في قالب حواري اسماه (وجهة نظر) ثم تمدد جهده واصبح بين معد ومقدم لعدد من البرامج بذات الاذاعة.
ومن بين زخم العمل الاذاعي لم يفكر محمد في العودة الي الصحافة مجدداً بيد انه يبذل مجهوداً كتابياً في مجال اخر وهو الكتب التوثيقية عبر كتابه الذي سيري النور قريباً (سارق الضوء) في محاولة منه لوضع توقيعات علي مسيرة الفنان الراحل محمود عبد العزيز خاصة انه سبق وان عمل مديراً لمكتب الفنان الراحل.
حسام: وجدت نفسي في الاستديو اكثر من (صالة التحرير)
علي الرغم من دخوله مجال الصحافة الا ان حسام الدين حيدر لم تفارق اذنه كلمات شقيقته المهندسة سلسبيل 🙁 يا حسام انت بتنفع مذيع او مراسل) عبارة اطلقتها في لحظات من ايام الصبا ولدت لدي سامعها الرغبة الجامحة في ولوج عالم (الميديا) وهو ما جعله يعمل صحفياً ورقياً ولكن باله علي الشاشة.. الشئ الذي جعله يغادر صالات التحرير ملتحقاً بركب مراسلي القنوات الخارجية من السودان بمحطات عديدة ابرزها (نوميديا نيوز الجزائرية وابوظبي الرياضية ومؤخراً في قناة اخبارية عراقية)
يحكي حسام حيدر عن نفسه قائلاً: كنت اعتبر فترتي الصحفية محطة صقل بالنسبة لي علي اعتبار ان العمل التحريري يفتح امام الاعلامي افاق الخبرات لذا كنت دائماً تواق للتجويد واكتساب الخبرات ففي مخيلتي انني اسعي لولوج عالم الميديا , وعن محطاته الصحفية قال : عملت في صحيفة حبيب البلد وكنت ايضاً محرراً في القسم الرياضي لصحيفة الاخبار ثم انتقلت الي صحيفة عالم النجوم وايضاً علي مدي زمني قصير كنت في القسم الرياضي لصحيفة الجريدة السياسية.
وعلي النقيض من سهام ومحمد فرح فان حسام يعتبر مرحلة العمل الكتابي بالنسبة له قد انتهت وافصح عن انه لايحدث نفسه بالعودة اليها معتبراً انه وجد نفسه في عمله الجديد.
علاء الدين السناري
صحيفة آخر لحظة