مالك الحزين !!

*وحين أكون حزيناً – أنا – فإنني أجتر عبارات بعينها لتعينني على (التسلي)..
*فهي لا تجعلني سعيداً – بالتأكيد – ولكنها ترسم على فمي شبح ابتسامة و(هذا هو المطلوب)..
*وذلك بعد انقضاء الفواصل (الكوميدية) لمرشحي الرئاسة عندنا على نحو ما ذكرت قبل أيام..
*وعلى رأس قائمة العبارات هذه تجيء تلك التي كان يطلقها زعماء من حولنا في أخريات أيامهم..
*فعبارة علي صالح – مثلاً – (فاتكم القطار) عجزت عن فهم المراد منها إلى يومنا هذا..
*وهذا هو سر ما فيها من (مضاد حيوي) لحالة الاكتئاب التي أعانيها ..
*وكذلك عبارة حسني مبارك (خليهم يتسلوا) التي قالها عقب آخر انتخابات راح بعدها (في الكازوزة)..
*فهو الذي صار (يتسلى) داخل سجنه بتذكر أيام العز والمجد و(الرئاسة)..
*والمفارقة هذه هي مبعث (التسلية) في العبارة المذكورة..
*أما عبارة القذافي الشهيرة (من أنتم؟) فهي أشد وقعاً من عبارتي رصيفيه المخلوعين..
*وما أظن مسرحية (الزعيم) إلا كانت تجسيداً مدهشاً لحالة القذافي على وجه الخصوص..
*ومحاولة فهم نظريات آنشتاين أسهل – في ظني – من محاولة فهم لغز عبارة القذافي..
*فمن الذين كان يخاطبهم بعبارته المحيرة تلك يا ترى ؟..
*أهم أفراد شعبه الذين كانوا قد بدأوا يثورون ضده؟..
*أم هم أبناء بنغازي – تحديداً – الذين كان يشير إليهم في خطبه كثيرا؟..
*أم هي (الإمبريالية العالمية) التي كان يظن أنها تتربص بـ(ملك ملوك إفريقيا) ؟..
*ثم هنالك عبارة بن علي التونسية الطريفة (الآن فهمتكم)..
*طيب ماذا كنت تفعل طوال عقدين من الزمان – وأكثر – يا أيها (المنقلب) على سلفك؟!..
*وهنا يجيء دور الحاشية التي تحجب عن الزعيم الرؤية بوسائل عدة..
*تقارير مضللة مثلاً ، أو حشود مدفوعة التكلفة ، أو وسائل إعلام تجيد التطبيل..
*ومن ثم يكون هنالك وهم اسمه (الزعيم المحبوب)..
*وزوال الأوهام – بعد فوات الأوان – هو الذي يصنع العبارات (المضحكة) التي نتحدث عنها..
*ومن منطلق (مصائب قوم عند قوم فوائد) فإنني أستعين بالعبارات هذه لمغالبة الحزن..
*فبالله عليكم قارنوا بين بين عبارتين لـ(الزعيم) عادل إمام و(الزعيم) معمر القذافي..
*الأول حين يقول لأحد وزرائه (اللاه ، وانت مالك ومال الشعب؟)..
*والثاني عندما يقول لشعبه (من أنتم ؟!)..
*فأي العبارتين هي التي أقرب إلى (المسرح) ،و أيهما التي أقرب إلى (الواقع)..
*أما أنا فقد بت أقرب إلى (مالك الحزين !!!).

Exit mobile version