كالطيف مر العام، و(اليوم التالي) لا تزال تتعلم رقصة العروس، لم تلبس زينتها الكاملة بعد، ولا وضعت مكياجها.
ومع ذلك سبت العقول، وتجاوزت المعقول، وهي ترفد النيل من مائها وتسقي الغابات.
بدأت مع الحبيب مزمل أبو القاسم منذ العدد الأول بصحيفته الرياضية (الصدى).. وها أنا معه لا زلت فيها وهي تخطو إلى عامها التاسع، ولو كانت فتاة لدخلت رابعة أساس، فلما طلب مني عموداً (علي كيفي) في هذه الوسيمة القسيمة، قلت له: أنا معك ولو في جريدة حائطية.. لأني أعرف أن أبو القاسم يعرف كيف يصنع النجاح؟.. ويمول الجناح بباصات احترافيته البينية.!؟ وهاهي (اليوم التالي) تصيب نجاحها المقدر بجهد شبابها وحنكة مدربها،
فما يحسب لهذه القسيمة الوسيمة في يوم شكرها هذا أن شبابها قد رضعوا جميعاً من ثدي المحابر، فبانت احترافيتهم ومواهبهم و(تجضيم) القلم.!!
تأبى الحروف هذا اليوم أن نعتلي صهوتها، فهي تتراقص في محراب صحيفة أكملت عاماً من عمرها وسط دهشة الجميع.. ذلك أن عددها الأخير أمس، كعددها الأول بلا فتور ولا دفرة.!!
سعيد جداً أنا بتجربتي في (اليوم التالي).. وبزمالتي وصداقتي وتتلمذي على أيدي شبابها وكبارها ممن كان التواصل معهم إضافة، ومعرفتهم صارت كنزاً.!!
لقد اشتريت كل أعدادها صباحاً باكراً منذ أن صدرت، لأني لم أكن أطيق أن أنتظر حتى أصل مكاتبها لأنال نسخة، فكنت قارئاً مداوما لا تفوتني شاردة ولا واردة.. من كل كلمة كتبت بليل لتنسج للفجر الخيوط..
وهبت (اليوم التالي) للقارئ مساحة وساحة.. وأعطت المكتبات ألوانها.. ومن دم المحابر داوت فقر الدم لقضايا ومشاكل كادت أن تموت بالنزيف.
لعلي لن اسمي فيها أحداً هذا اليوم.. لكني أجزم أن الجميع الذي ركب هذه السفينة.. يتمنى أن لا تقف على شط.. ولا ترسو عند جزيرة مبحرة بهذا التصميم.. وأصوات المواويل تنطلق من حناجر أولادها..
شكراً لـ(اليوم التالي) التي أعطتني قراءاً صاروا أصدقاءاً ومعارف.. وأعطتنا فرصة أن نساهم في رفعة الوطن.. نفتح الجرح ليعالج الطبيب، ونؤشر نحو القصور ليلتفت أهلها.!
شكراً للسنة التي أبانت سننا الضحوك، وللعام الذي أغرق الإحباط، وللشهور البخور التي تضوعت في زفاف هذه الأميرة، وللأيام التي علمتنا، وساعات الوصال والدقائق الدقيقة التي صنعنا منها عصيدة التواصل النبيل.!!