كشف السوداني نزار محمود المنحدر من أصول يمنية والناجي من جحيم الحوثيين تفاصيل مؤثرة جدا حول ما تعرض له السودانيين باليمن مؤكدا أنه شاهد كيفية تفجير أحد الحوثيين مسجدا بحزام ناسف مشيرا إلي أن المسجد يبعد عن مكان إقامته بصنعاء (20) متر مؤكدا أن التفجير أدي إلي مقتل العشرات من الأبرياء الذين كانوا داخل المسجد.
وقال : عندما قتل الحوثيين الصومالي قتلوه من واقع اعتقادهم إنه سوداني وأصبحوا علي خلفية ذلك يعتدون علي كل إنسان ملامحه سودانية أو بشرته سمراء.
كيف تعرفتم علي أن القتيل صومالي؟ قال : طلب منا الذهاب إلي مشرحة الطب الشرعي بالعاصمة اليمنية للتعرف القتيل وعندما دلفنا إلي داخل المشرحة عرض علينا الجثمان فوجدنا أنه جثمان صومالي.
هل تم قتله بالرصاص أم بوسيلة أخري؟ قال : الحوثيون نفذوا جريمتهم بوحشية شديد وذلك باستخدام آلة حادة ذبحوا بها الصومالي ذبحا يدل علي الانتقام ويؤكد أنهم بعيدين كل البعد عن شعارات رفعوها في بداية إطلالتهم في المشهد السياسي وذلك عقب الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وأردف : شددت الرحال إلي اليمن قبل أربعة أشهر تقريبا وكانت خلالها الأحوال الأمنية بالنسبة للسودانيين مستقرة ولا تتم مضايقتهم من الحكومة اليمنية أو الحوثيين ولكن بعد إنضمام السودان إلي التحالف العربي بقيادة السعودية وبدأ ضربات ( عاصفة الحزم) تغيرت النظرة وبدأ الحوثيون في مضايقة السودانيين فيما عمدوا إلي إحتلال مبني المدرسة السودانية بمدينة صنعاء كما أنهم كثفوا إعتداءاتهم علي كل من كانت بشرته سمراء بالنهب والضرب ولا ينجوا منهم أي إنسان تبدو ملامحه أو لهجته سودانية ما أدي ذلك المفهوم الخاطئ إلي أن يتضرر الكثير من الضحايا بما فيهم ضحايا غير سودانيين كقتلهم للمقيم الصومالي لمجرد الظن بأنه سوداني وذلك بمنطقة ( الصافية) إلي جانب نهبهم بعض الشباب السودانيين مبالغ ماليه وهواتف ذكية بمنطقة ( الحصبة) وهكذا تواصلت الاعتداءات إلي أن تم ترحيلنا من صنعاء إلي جدة بالبر بالبصات السياحية المحروسة بعربة نجدة تتبع للشرطة اليمنية والتي كانت تظهر لنا وتختفي لذا كنا نحس بعدم الأمان القائم علي الخوف من أن يقطع علينا الحوثيين الطريق.
ألم تكن هنالك نقاط تفتيش؟ قال : نعم كانت هنالك نقاط زادت من معاناتنا فكل نقطة من النقاط يتم احتجازنا فيها إلي حين وصول عربة الشرطة اليمنية التي بحوزتها تصاريح عبورنا من وإلي وهكذا ظللنا علي هذا الحال إلي أن وصلنا الحدود اليمنية المتاخمة للحدود السعودية فاشترط علينا السلطات اليمنية أن تكون لدينا إقامات سارية المفعول حتي نتمكن من عبور الحدود وبما إنني من أصول يمنية تحدثت معهم قائلا : أنتم تعلمون أن اليمن الآن في حالة حرب ولا توجد فيها مصلحة حكومية تفتح نوافذها للجمهور لتقضي لهم معاملاتهم لذلك من أين يأتون بإقامات سارية المفعول؟ المهم بعد حوار مستفيض توصلنا إلي أن ندفع مقابل الإقامة لكل ركاب البص (1100) ريال سعودي ومن ثم سمحوا لنا بالدخول إلي ( جدة ).
ماذا كنتم تأكلون وتشربون؟ قال : ( كيك) أما الشرب مياه غازية.
متي وصلتم إلي جدة؟ قال : في السادسة صباحا ومنذ وصولنا إليها ونحن في دوامة إكمال إجراءات جوازتنا ولم ننتهي منها إلا في الرابعة عصرا وبعد الإنتهاء منها أعطتنا القنصلية السودانية بجدة (50) ريال سعودي كمصاريف.
أين كان القنصل؟ قال : وجدنا القنصل السوداني ينتظرنا في المطار فوجهت له سؤالا : يا سعادة القنصل إلا تري أن حالنا يغني عن سؤالنا فهل حجزتم لنا فندقا نقيم فيه إلي حين مواعيد إقلاع طائرتنا ؟ فقال : لا ويمكنكم النوم في المساجد فهي نظيفة.. فقلت : نحن رجال يمكن ان ننام علي الأرض ناهيك عن المساجد ولكن معنا نساء وأطفال وعددنا ( 150 ) شخصا في البص الأول المهم أننا عانينا إلي أن وصلنا مطار الخرطوم الذي تم ادخلنا فيه صالة الحجاج وعقدوا فيها مؤتمرا صحفيا ثم غادر كل منا إلي منزله.
هل يوجد سودانيين في اليمن لم يتم اجلاءهم؟ نعم هنالك الكثير من السودانيين الذين مازالوا موجودين باليمن وعند سؤالي لهم لماذا لا تعودوا إلي مسقط رأسكم؟ قالوا : أمضينا جل حياتنا هنا فكيف نعود إلي السودان ونحن لا نملك فيه.
كيف هي أحوالهم؟ قال : ظروفهم الإنسانية قاهرة جدا كسائر المتواجدين في اليمن.
هل حياة السودانيين باليمن في خطر؟ قال : نعم في خطر وخطر يحدق بهم من كل حدب وصوب وبالرغم من ذلك يقولون : لن نأتي إلي السودان الذي لانملك فيه من حطام الدنيا شئيا وإذا حكمتنا الظروف فهذا يعني أن نبدأ حياتنا في السودان من الصفر خاصة وأننا نمتلك عقارات في اليمن وحقوق وارصده في البنوك ومضي علي إقامة الكثير منهم في اليمن أكثر من ( 40) عاما.
ما الذي كان يتصوره العائدون من اليمن؟ قال : من خلال الحوار الدائر طوال الطريق أن هنالك دعما من الحكومتين السعودية والسودانية لذلك تركوا عملهم ورواتبهم وممتلكاتهم.
التقاه : سراج النعيم