*وسط طفح بعض الجرائم الغريبة المقلقة للإنسانية – التي ترتكب للأسف باسم الإسلام – على سطح بعض المجتمعات، دعونا نسترجع هذا النموذج المشرق الذي يقدم قبساً من نور الرحمة المحمدية المهداة للإنسانية جمعاء على مدى الازمان والعصور في كل بقاع العالم.
*من النماذج المشرقة المعبرة عن جوهر الإسلام تلك القصة الحقيقية التي وقعت أحداثها في الولايات المتحدة الامريكية عام ٢٠٠١م، بطلها أمريكي من أصل باكستاني مسلم اسمه محمد سهيل صاحب متجر بالولايات التحدة الامريكية تعرض لمحاولة سرقة تصدى لها وفق النهج الإسلامي القويم.
*محمد سهيل فوجئ ذات يوم وهو في متجره برجل يقتحم عليه المتجر وهو يحمل عصاة بيسبول مهدداً إياه بغرض السرقة، وعندما أخرج بندقيته ليحمي نفسه فوجئ بالرجل يتوسل إليه أن يتركه لانه أضطر للسرقة لسد حاجة أسرته من الطعام.
*تراجع التاجر محمد سهيل وتعامل معه وفق تعاليم الإسلام السمحة التي لاتقيم على المضطر والمحتاج حد السرقة، وقدم للرجل أربعين دولاراً وكمية من الخبر، ونصحه بعدم العودة للسرقة مرة أخرى.
*مضت ستة أشهر على محاولة السرقة، نسي فيها التاجرهذه المحاولة، لكنه فوجئ برسالة من الرجل الذي حاول سرقة متجره وداخل الرسالة مبلغ خمسين دولاراً.
*نسيت ان أذكر لكم أن محاولة السطو كانت قد التقطتها الكاميرا الملحقة بمتجرالتاجر محمد سهيل وأعيد بثها في الحوار الذي أجرته معه إحدى مذيعات قناة CNN الفضائية الامريكية، حكى فيه ماحدث له والتداعيات التي حدثت بعد ذلك.
*إتضح من الحوار الذي أجرته معه قناة CNN الأمريكية ان الرجل الذي حاول سرقته قد إعتنق الإسلام وانه تاب عن السرقة وأصبح يكسب رزقه من عرق جبينه، وجاءت رسالته للتاجر معبرة عن شكره له ، تداعت بعد ذلك الرسائل والتبرعات على التاجر محمد سهيل.
* هذا الأمر جعل التاجر المسلم محمد سهيل يخصص بضع ساعات من يوم في الأسبوع يقدم فيه الطعام مجاناً للفقراء والمساكين، حمداً لله على النعم التي أغدقت عليه تقديراً لموقفه النبيل من الرجل الذي حاول سرقة متجره.
*هذا قبس من نور الرحمة المحمدية المهداة للعالمين أضاءها لنا التاجر الأمريكي المسلم محمد سهيل وهو يجسد لنا درساً من دروس التعامل مع الاخروفق تعاليم الإسلام، بغض النظر عن دينه أو لونه أو إتجاهه السياسي أو جهته الجغرافية، هذا الدرس نحتاج إليه خاصة في أيامنا هذه في محاولة لإضاءة عتمة عقول جماعات التطرف والغلو وكراهية الاخر التي تمارس أعمالاً إجرامية مشوهة سماحة الإسلام الذي أنزله الله رحمة للبشرية جمعاء.
noradin@msn.com