استقالة رئيس لجنة السلام بالبرلمان من المؤتمر الوطني

دفع المهندس حسن محمد أحمد عضو المؤتمر الوطني رئيس لجنة السلام الفرعية بلجنة الدفاع والامن بالمجلس الوطني باستقالته أمس من حزب المؤتمر الوطني.

وقال في الخطاب الذي بعث به أمس إلى رئيس المؤتمر الوطني بواسطة نائب الرئيس للحزب عبر أمين أمانة دارفور وعبر رئيس دائرة ولاية جنوب دارفور إن استقالته تعود إلى جملة من الاسباب على رأسها ما سماه بانحراف القيادات المتنفذة بالوطني عن مسار الحكم الفدرالي وتركيز السلطة على يد الفرد وادمان تكتيكات الانفراد بلعبة السلطة دون النظرة الاستراتيجية التي تحسب الوحدة الوطنية ما أدى ـ حسب رأيه ـ لتمزيق البلاد وكذلك الحروب والاقتتال في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، أفرزت ومازالت ظروفا إنسانية بشعة وأن القاتل والمقتول والنازح واللاجئ من أبناء الوطن.

وزاد بالقول إن المؤتمر الوطني يصر على قيام الانتخابات بدلاً من معالجة مثل هذه الأزمات وكذلك اوضح بان الوطني يقوم بتجزئة كل مشاكل البلاد بدلاً عن حلها مجتمعة مبيناً انه بضعف الوطني ضعفت الدولة.

واشار كذلك إلى أن هنالك ولايات عجزت عن سداد مرتبات عمالها بينما الحزب يصر على إجراء الانتخابات. وقال إن السودان يحتاج لوفاق حقيقي وبرنامج إصلاح وحكومة مشاركة عريضة قبل الذهاب للانتخابات.

وقال ان الشعب يعاني من اضطراب الامن وغلاء المعيشة ونقص الغاز والعلاج والتعليم والفقر المدقع الذي أجبر بعض الأسر على التسول وأشار إلى أن الحزب بدلاً من العمل على معالجة ذلك يمضي بقوة في إنفاذ الانتخابات ويصرف ببذخ عليها باموال يحتاجها الشعب.

وقطع بان الوطني لن يصلح له حزباً وهو من جانبه لن يصلح له عضواً ولذلك تقدم باستقالته داعياً لقبولها.

وفيما يلي نص خطاب الاستقالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه

الاخ الكريم/ رئيس حزب المؤتمر الوطني السوداني

عبر/ نائب الرئيس للحزب

عبر/ امين امانة دارفور

عبر/ رئيس دائرة ولاية جنوب دارفور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع/ تقديم استقالتي عن حزب المؤتمر الوطني

بكل الاحترام والتقدير وبصفتي المعتبرة شرعاً، ومحض ارادتي وادراكي- اتقدم باستقالتي عن حزب المؤتمر الوطني للاسباب الآتية:

1/ انحراف القيادات المتنفذة بالحزب عن مسار الحكم الفدرالي وتركيز كل السلطة على الفرد السلطان.

2/ ادمان تكتيكات الانفراد بلعبة السلطة دون النظرة الاستراتيجية التي تكسبنا الوحدة الوطنية والسلام ما ادى الى تمزيق وحدة البلاد.

3/ الحروب والاقتتال في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الازرق افرزت، وما زالت تفرز ظروفا انسانية بشعة، وان القاتل والمقتول،والنازح واللاجئ، كلهم من ابناء الوطن الواحد – والمؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم، يصر على قيام الانتخابات بدلاً من معالجة مثل هذه الازمات.

4/ الاستمرار في الخطاب السياسي الخشن والمتعسف غير المتوازن، ما جعل السودان معزولا خارجياً ومفككا داخلياً.

5/ ضيق قيادات الحزب بالنصيحة (والدين النصيحة) والافكار الاصلاحية مما جعل النظام كله مأزوم بدرجة انه لا يستطيع ان يصلح نفسه وهكذا نظام مأزوم حتماً سينهار.

6/ لم يفكر الحزب يوماً وهو الحاكم في حل مشاكل السودان مجتمعة، بل يقوم بتجزئتها، ظناً منه اضعاف الآخرين والتمكين لنفسه، ولكن انقلب السحر على الساحر، فضعف المؤتمر الوطني، واضعف الدولة معه.

7/ هناك بعض الولايات عجزت عن سداد مرتبات عمالها, والحزب يصر على قيام الانتخابات، بل ويصرف عليها من خزينة الدولة بدلاً من الوفاء بسداد استحقاقات هؤلاء الضعفاء.

8/ السودان يحتاج لوفاق سياسي وبرنامج اصلاحي حقيقي، مشاركة عريضة قبل الذهاب الى الانتخابات – ولا يريد ترقيع الحكم باجراء انتخابات قوامها الطامعون، والخائفون، والحيارى المغلوبون على امرهم الذين يميلون حيث تميل الريح، كما يحدث في الانظمة الشمولية والدكتاتورية.

9/ بل الانتخابات شهادة يجب ان نثبت المفهوم الشرعي لها بتحقيق الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.

10/ كذلك الانتخابات بيعة يجب ان تتم برضاء الاغلبية، وان نعطيها حقها ومستحقها، من حريات وعدل، وكل ما من شأنه يجعل البيئة مهيئة وصالحة لقيامها.

11/ الشعب السوداني يعاني من اضطراب الامن وغلاء المعيشة، ونقص الضروريات من غاز، وعلاج، وتعليم – وفقر مدقع اجبر أسر كريمة اصبحت تتسول نساؤها وفتياتها في الاسواق، والمستشفيات، والمساجد،والمطاعم – فبدلاً من ان ينتبه الحزب ويعمل على معالجة مثل هذه الاوضاع، يمضي وبقوة في تنفيذ الانتخابات والصرف السخي عليها باموال يحتاجها الشعب السوداني في غيرها.

12/ كنت اتوقع ان يفيق الحزب، ويقرأ معطيات الساحة السودانية برؤية وطنية حصيفة، ويراجع نفسه ويصلح حاله، ولكن بكل اسف لم يبرق ضوء في آخر النفق، في غياب الحكمة وفقدان البوصلة لقيادته.

عليه ولما تقدم، وقناعتي بان المؤتمر الوطني لن يصلح لي حزباً، ولن اصلح له عضواً – ارجو قبول استقالتي..

والله يوفقنا فيما يحبه ويرضاه..

حسن محمد احمد ابراهيم
عضو دائرة ولاية جنوب دارفور.

صورة إلى:

– أمانة المؤتمر الوطني – ولاية جنوب دارفور.
– أجهزة الاعلام
– الأحزاب السياسية.

صحيفة أخبار اليوم

Exit mobile version