ذهبت بهم الحرب ، كما ذهبت بأبيه ، وقذف البحر بما اعتاد أن يرمي به للشواطئ ، عندما تضع الحروب أوزارها . في ما مضى ، في سبعينيّات القرن الماضي ، أيّام الحرب الأهليّة ، كان جاهزًا للموت حتّى من أجل ملصق على جدار يحمل صورة قائد حزبه أو زعيم طائفته .
الآن وقد تجاوز مراهقته السياسيّة ، أدرك سذاجة رفيقه الذي مات في « معركة الصوَر »دفاعًا عن كرامة صورة لمشروع لصّ ، أراد ساذج آخر أن يقتلعها ليضع مكانها صورة زعيم آخر لميليشيا . فمات الإثنان وعاش بعدهما اللصان .
هل ثمّة ميتة أغبى ؟ [ مُقتطف من رواية ” الأسود يليق بكِ ” ]