اعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، أن “إيران قدمت مساعدات مالية لنظام بشار الأسد بلغت 4 مليارات و200 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011”.
ووفقاً لتقرير التلفزيون الإيراني، فقد أكد عبداللهيان خلال المؤتمر الدولي لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي أقيم في الكويت، أن المساعدات الإيرانية كانت “إنسانية” وقدمت من أجل “المواد الغذائية والوقود والإسعاف للحكومة السورية والمجتمع المدني السوري”، على حد قوله.
ويرى مراقبون أن المساعدات الإيرانية تفوق هذا المبلغ بكثير، واشتملت على الدعم الاقتصادي والعسكري واللوجستي الإيراني، مما ساعد الأسد على البقاء في سدة الحكم بعد مرور خمسة أعوام على ثورة الشعب السوري.
وقال عبداللهيان إن “إيران قدمت تلك المساعدات رغم أنها تعاني من العقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها”، على حد تعبيره.
وتعادل المساعدات التي قدمتها طهران لنظام الأسد وفق تصريحات عبداللهيان (4,2 مليار دولار) كل المبالغ التي أفرج عنها من مجموع الرصدة الإيرانية المجمدة ضمن اتفاقية جنيف النووية في يونيو الماضي، والتي دفعت لإيران مرحلياً بثمانية أقساط.
وتأتي تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني في وقت يرى فيه السوريين أن إيران حالياً تحتل بلدهم سوريا عسكريا وتسيطر على القرار السياسي والأمني فيه، وتقود إلى جانب النظام وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والأفغانية التابعة لها والتي تواصل قمع الثورة السورية للعام الخامس على التوالي.
سوريا خسرت 202 مليار دولار
هذا.. بينما كشف “المركز السوري لبحوث السياسات” في تقرير صدر أخيرا أن سوريا خسرت أكثر من 202.6 مليار دولار منذ انطلاق الثورة السورية في مارس عام2011 وحتى نهاية العام 2014، أي ما يعادل 4 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي المحقق في العام 2010 بالأسعار الثابتة، وبزيادة قدرها 58.8 مليار دولار عن الخسائر المقدرة بنهاية العام 2013.
وبالمقابل كشفت تقارير سورية أن نظام الأسد يواصل توقيع المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الجانب الإيراني، حيث وقع الطرفان اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة وزيادة الاستثمارات.
وجاء توقيع الاتفاقية خلال لقاء وزير مالية حكومة الأسد إسماعيل إسماعيل بوزير المالية الإيراني علي طيب نيا الذي زار دمشق في شهر مارس الماضي من أجل توسيع آفاق تعاون استراتيجي بعيد المدى، يشمل مجال النفط والغاز وإنشاء المحطات والشبكات الكهربائية.
ويرى مراقبون أن استمرار الدعم الإيراني لنظام الأسد اقتصاديا يأتي بهدف حصول طهران على امتيازات سيادية، حيث تحدث ناشطون عن قيام السفارة الإيرانية في دمشق أخيراً بشراء العديد من العقارات في مناطق حيوية بالعاصمة دمشق ومناطق سورية أخرى.
ولا تخفي إيران وقوفها إلى جانب بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية، وأعلنت دعمها له سياسياً وعسكرياً ومالياً، حيث إنها تعتبر سقوط الأسد خطرا على أمنها القومي. وكان الجنرال محمد إسكندري، القيادي في الحرس الثوري، قد قال إن “إيران تحمي رجلها بشار الأسد في سوريا”.
كما أن ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي والقيادي في الحرس الثوري رجل الدين الإيراني مهدي طائب، وهو رئيس قاعدة “عمّار” الاستراتيجية لمكافحة الحروب الناعمة، قد قال العام الماضي إن “سوريا هي المحافظة الإيرانية رقم 35 وإن أهميتها أكبر من أهمية إقليم عربستان (الأهواز) بالنسبة لإيران”.
العربية