دوامت منذ نحو موسمين كرويين على متابعة دوريات كرة القدم السعودي على مستوياته الثلاثة.. سيما دوري عبداللطيف جميل الذي يحتشد بالإثارة والنجوم والأضواء.. وتحتدم متابعتنا عندما تتبارى الفرق الكبيرة مثل النصر والهلال والشباب والأهلي والاتحاد.. ثم بطبيعة الشعار الأصفر والمزاج السوداني أصبحنا نصراويين.. وقد تزامنت فترة متابعتنا تسيد فريق النصر على دور المحترفين السعوديين.. فهو الفريق الذي انتزع كأس جميل العام الفائت وحتى الآن هو يتصدر دوري هذا العام بفارق ثلاث نقاط من نادي الأهلي الطموح و.. و..
وكنت أقف كثيرا عند أسماء اللاعبين السعوديين.. فمن خلال أدبيات تباينهم يتبين لك تتضافر المكونات العائلية التي رفدت الحركة الرياضية.. من أمثال شراحيلي مع صاحب السهل الممتنع سهلاوي والمولد وكريري وعسيري ومختار فلاتة وغيرهم.. وتعجب لمنشط كرة القدم الذي ينجح في ترسيخ مفهوم آخر للبطولة والنجومية المجتمعية.. فكثير من العائلات السعودية من ذوات الجذور الأفريقية والسودانية، وجدت لها مكانا متقدما في المجتمع السعودي من باب شرف بطولة كرة القدم.. ويذكر في هذا السياق اللاعبين الأسطورتين ماجد عبدالله ومحمد نور.. أعظم لاعبين اثنين سعوديين عرفتهما الملاعب السعودية بالكاد ينحدران من جذور سودانية.. وربما أن هذه السوداناوية الجميلة تخفف علينا وطأة الاتهام بالهروب من الدوري الوطني و(التخابر مع دوريات أجنبية)!! على طريقة جريرة (التخابر مع حماس) !!
هنالك بطبيعة الحال لاعبون أبطال ينحدرون من منطقة عسير.. منهم لاعب فريق نادي الاتحاد النجم عبدالفتاح عسيري وغيره، وبينما نحن كذلك منهمكون في البطولات الرياضية.. إذا بعسير ذاتها تفرز لنا في ملحمة (عاصمة الحزم) بطولات ونجوم من نوع آخر أكثر إدهاشا.. أعني هنا تحديدا العميد البطل أحمد عسير المتحدث باسم الملحمة العربية العسكرية، المستشار بمكتب وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.. فلئن كان عبدالفتاح عسيري بطلا في سماء العميد الاتحاد.. فنحن الآن بين يدي العميد أحمد عسير الذي بهر الفضائيات والرأي العام بقوة حضوره الإعلامي.. رصانة لغته العربية والإنجليزية ودقة تعبيراته وثباته وهدوئه وسط عاصفة الميديا.. وإجاباته التي تستمد دقتها من دقة تصويبات رمي طائرات العاصفة و…
* وللذين راهنوا على أن هذه الأمة لا تجيد غير تنظيم الماراثونات الرياضية واللعب على دوريات كرة القدم.. ها هم إخوان السهلاوي وعبدالفتاح عسيري ينجحون في تنظيم (مونديال عاصفة الحزم).. ولئن بهرنا في المونديال الرياضي ماجد عبدالله ومحمد نور.. فإخوانهما من الطيارين النجوم يشعلون سماوات الحوثيين في صعدة وصنعاء وعدن.. فهذه الأمة متى ما امتلكت الإرادة والعزيمة.. قادرة على إعادة أمجادها وكتابة تاريخ ناصع جديد وفي كل المجالات.. ولا تملك.. والحال هذه والعاصفة.. إلا أن تستعصم بأبيات ابن المبارك:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب
فمن كان يخضب خده بدموعه
فإن نحورنا بدمائنا تتخضب
