صرعة اقتناء تربية الماعز الشامية.. كنت شاهدا علي بدايتها في الخليج.. وبحكم عملي كطبيب بيطري.. كنت لصيقا بهذه المخاليق المخلقنة.. والتي أرى فيها شناة لا تدانيها شنا.. بالرغم من أن أصحابها كانوا يكليون لها المدح والثناء ويتغزلون في وشيها المحنوف وعيونها البتشبه البيلي.. وراسها المدردم.. وحنكاتها المدلدلات.
صديقي سعودي أحد هواة وعشاق هذه البشع.. قال لي: “والله والله.. أنا ما أروح الدوام علا بعد ما أصبّح على المزيونة” مزيونة يعني حلوة.. سكت تأدباً وما علقت لأنني كنت مفتكر المزيونة المقصودة هي حرمه المصون.. وبعد الونسة جرّت معاهو عرفت إنو المزيونة هي غنماية شامية وسماها هو المزيونة لشدة سماحتها.. وقدر الله لي أن أمتع نظري بالمزيونة وقعدت أردد في سري: “اللهم لا اعتراض في حكمك يا الله” وعاينت لعاشق المزيونة وبرضو في سري وما عندي طريقة غير في سري: “الجن بي بتداوى.. كعبة الاندراوة”.
كان أحيانا وهو معي يتصل تلفون بعامل المزرعة الهندي: “راديش.. راديش.. إيش لون المزيونة؟.. أها.. أها.. عطني إياها”, ويديهو راديش الغنماية المزيونة ويقعد يحكي معاها: “المزيونة يا بعد جبدي.. إيش لونك بالله؟ السوداني يبغى يسولف واياك”.. ويديني التلفون وانا فوق عيني أسولف معاها: “المزيونة.. يا بعد جبدي أنا برضو..”.. وفي محاولة مني لإرضاء صديقي وتكسير تلج للمزيونة قلت ليها: “ترين؟.. أنا مزيون مثلك”. ويغضب الرجل ويخطف التلفون مني وبي نهره يقول لي “تخسأ.. تخسأ.. والله ما تجي ظلف منها” فخاصمني مدة ما جاتا شي.
وانتشرت الاندراوة في الخليج والتعلق بالماعز الشامي حتى أنه في العام الماضي بيع التيس الشامي “محشوم” بمبلغ أربعمائة الف ريال (حوالي تمنمية مليون).. وجاءتنا عدوى الاندراوة.. وفي بادرة فريدة.. أقيمت في حدائق الهيلتون.. مسابقة لأجمل معزاية شامية في السودان.. وقد فازت المعزاية الاسمها “الغنماية”.. بلقب ملكة جمال معوز.. شاميات السودان.. ولا عزاء لكريت وأخواتها من معوز بلادي.. اليمسكن في غنية ندى القلعة: “لوكي القرضة وامسكي في”.. ونجي نحن نضحك عليها وبكل شماتة غير مبررة نقول ليها: “التسوي كريت في القرض تلقى في جلدها”، وما زلنا إمعانا في الذلة والإهانة لكريت نعمل جلدها دلوكة ونقع فيهو لبع وهبد.. رجالا ونساء.
فازت “الغنماية” عن جدارة.. فقد كانت أوصاف هذه الحسناء تؤهلها للفوز:
طويلة القامة..
راسها مدّور زي كرة الشراب
عيون بيضاء.. تتوسط هذه الكورة
حنكها كبير.. وطالع لي برا.. قرب ينط من وشيها
سنونها التحتانية بارزة.. ومارقة لي برا.. “بالمختصر كدا خشمها كلو علي بعضو.. يشبه مكنّة الحلاقة اليدوية اليحلقوا بيها شعر الراس..”.
قاعدة تقول “مييييييييغ” بلكنة شامية.. ما زي ميييييييييغ معوزنا.. تلفتك وتقول لك: “ولك.. مييييييييييغ”
لو لاقت زول قلبو خفيف في الضُلمة.. وقالت ليهو “ميييييييييغ” عليهو العوض ومنو العوض.. حيقوم جاري باقي عمرو كلو.. ويكورك: “الله يكسرني السحارية قالت مييييييغ.. الله يكسرني السحارية قالت مييييييييغ”.