عبد الرحمن المهدي.. عندما يتخلى مساعد الرئيس عن “عصاه” فرحاً بطفل معاق

ما حدث في افتتاح المؤتمر العلمي الأول للإعاقة الذهنية، ليس فقط ما أكد عليه مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي بأن الدولة تولي اهتماماً خاصاً بهذه الشريحة المهمة، إذ كشفت عن أن الرئيس كلفه بحضور هذا الملتقى المهم وأنه يزجي عبره تحياته وتمنياته لهذه الشريحة بالتوفيق، وأن لديه توجيهات رئاسية بتنفيذ أولويات ذوي الإعاقة الذهنية فى الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي والعيش الكريم اللائق. وأنهم بصدد إنشاء مراكز للاكتشاف المبكر للإعاقة الذهنية فى الولايات والخرطوم تحت رعاية رئاسة الجمهورية.
(1)
“أبشروا بالخير”، هكذا استطرد مساعد الرئيس قائلاً، وهو يخاطب مؤتمر الإعاقة الذهنية الأول الذي التأم الأسبوع المنصرم بفندق كورنثيا.. لكن بالنسبة لي، لم تكن تلك البشارات والوعود على أهميتها الحدث الرئيس في المناسبة، بل تفاعل المهدي مع الأطفال المعاقين ذهنياً وطربه لترديد أحدهم أغنية سيد خليفة (يا وطنى يا بلد أحبابي في وجودي أريدك وغيابي) تلاها بأغنية (إزيكم كيفنكم)، إلى حد أنه وما أن أكمل الطفل فاصلته الغنائية حتى نهض مساعد الرئيس من مكانه وتقدم إليه مصافحاً بوجه صبوح ومبتسم، ثم أهداه عصاه التي يحملها أينما حل، يهز بها ويبشر، وربما له فيها مآرب أخرى.
(2)
يقول مقربون من مساعد الرئيس، إن علاقته بعصاه متينة وحميمية وإنها لا تفارقه أبداً، دعك من أن يتنازل عنها ويهديها، إلا أن المهدي أراد بذلك أن يقول للمعاقين ذهنياً وللمواطن السوداني بصفة عامة إننا معكم إلى درجة أن نتخلى لكم عن متعلقاتنا الحميمة التي لا تفارقنا أبداً.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version