يبدو أن اتفاق الدول العربية على انشاء قوة عسكرية موحدة لـ « صيانة الأمن العربي» ضمن فعاليات القمة العربية في دورتها الـ 26 في شرم الشيخ، ولد اهتماما ألمانيا، في ظل مخاوف من أن يؤدي هذا الاعلان عن القوات العربية المشتركة، بالاضافة إلى عملية عاصفة الحزم في اليمن المتواصلة ضد الحوثيين، إلى تعطل في الملف النووي الايراني.
مجلة دير شبيجل الالمانية نشرت على موقعها الالكتروني أن « الحرب في اليمن نبهت العرب في قمتهم في منتجع شرم الشيخ المصري إلى ضرورة انشاء قوات عربية مشتركة» وقالت المجلة أن هذه القوات قد تكون بداية لتوحد جديد في المنطقة. كذلك قالت صحيفة دي فيلت الالمانية « أن انشاء العرب لقوة عسكرية مشتركة يبدو أنه بات ضرورة في ظل تصاعد أعمال العنف والإرهاب في منطقة الشرق الاوسط».
وكان رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي فولكر كاودر قد اعتبر أن ألمانيا ملتزمة بدعم مصر بوصفها عامل استقرار في العالم العربي وقال كاودر «إن المنطقة العربية تعد بمثابة «برميل بارود» والتطور الحاصل في ليبيا وسوريا واليمن يهدد الأمن في ألمانيا وأوروبا بشكل مباشر» وأكد من أنه «إذا تزعزع استقرار مصر أيضا، سيشتعل العالم العربي من الحدود الجزائرية وحتى الحدود الإيرانية. ويتعين علينا الحيلولة دون حدوث ذلك لصالحنا».
إلا أن الحملة العسكرية الجوية بقيادة السعودية والتطورات الامنية في اليمن تثير مخاوف الدول الكبرى من اتخاذها ذريعة من ايران للتملص من الوصول إلى تقدم في مفاوضات الملف النووي. وتشهد مدينة لوزان السويسرية جولة مفاوضات جديدة قد تكون حاسمة قبل التوصل إلى اتفاق مبدئي بين المجموعة الدولية وطهران حول الملف النووي الإيراني في ظل تصريحات إيرانية وأوروبية بإحراز تقدم مبدئي باستثناء قضايا فنية عالقة.
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قد صرح السبت ان التوصل إلى اتفاق مع ايران بشان برنامجها النووي امر هام لانه يمكن ان ينزع فتيل النزاعات الحالية في الشرق الاوسط. وقال الوزير الالماني «هناك اسباب اخرى وراء تعرض هذه المنطقة للنزاعات التي تثقل كاهلها . اختتام المفاوضات النووية مع ايران ربما يساعد على تحقيق بعد الهدوء في هذه المنطقة المضطربة».
غير أن شتاينماير قال لدى وصوله إلى مدينة لوزان السويسرية للمشاركة في المحادثات النووية متعددة الاطراف، أن الخطوات الاخيرة صوب التوصل إلى اتفاق سوف تكون الاصعب. اذ أن هذه المفاوضات هى بداية النهاية لمفاوضات ماراثونية استغرقت قرابة 12 عاما»
ويشارك شتاينماير مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والروسي سيرغي ريابكوف في المفاوضات النووية التي يجريها وزير الخارجية الامريكي والايراني جون كيري ومحمد جواد ظريف على التوالي منذ منذ الأربعاء الماضي .
وتسعى إيران ومجموعة 5+1 ( التي تضم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الصين وروسيا واليمن) للتوصل إلى اتفاق مؤقت بحلول الثلاثاء المقبل سيضع قيودا على البرنامج النووي الايراني السلمي ويمنعها من تطوير أسلحة نووية. وفي المقابل، سيتم رفع العقوبات الاقتصادية. وسيتم التوصل لاتفاق نهائي يحتوي على تفاصيل فنية بحلول نهاية حزيران/ يونيو المقبل.
وتشمل القضايا محل خلاف مدة بقاء القيود النووية وحجم الابحاث والتطوير النووي الذي سوف يتم السماح له لايران وكيفية رفع العقوبات بسرعة والتي فرضتها الامم المتحدة على إيران..
يذكر أن كبير المفاوضين الروس في المحادثات حول الملف النووي الايراني سيرغي ريابكوف قد أعرب عن قلقه من ان يؤثر النزاع في اليمن سلبا على المحادثات الجارية في سويسرا. وقال ريابكوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للأنباء «للاسف نلاحظ ان المأساة الجارية في هذا البلد لها اثر على جو المفاوضات. نأمل في الا يؤدي الوضع في اليمن إلى تغيير في موقف بعض المشاركين».
برلين ـ «القدس العربي»: