فلكية جدة : أقصر “خسوف للقمر” في القرن .. السبت المقبل

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن الكرة الأرضية تشهد يوم السبت المقبل الرابع من إبريل 2015 خسوفاً كلياً للقمر “نادر الحدوث” حيث سيدوم أربع دقائق و 43 ثانية فقط، ما سيجعله أقصر خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين.

وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: “الخسوف القمري لن يكون مشاهداً في السعودية أو المنطقة العربية، نظراً لحدوثه نهاراً، وسيشاهد الخسوف من غرب أمريكا الشمالية وشرق أسيا والمحيط الأطلسي وأستراليا ونيوزيلندا”.

وأضاف: “بالنسبة للقاطنين في أمريكا الشمالية ستكون ذروة الخسوف الكلي قبل شروق شمس 4 إبريل، أما بالنسبة للقاطنين في النصف الشرقي من الكرة الأرضية “شرق أسيا، إندونيسيا، نيوزيلندا، أستراليا” فإن ذروة الخسوف تحدث بعد غروب الشمس 4 إبريل”.

وأردف: “خسوف القمر الكلي عادة يحدث لبضع ساعات ومدة مرحلة الخسوف الكلي يمكن أن تتراوح من بضع ثوان إلى نحو 100 دقيقة ويعتبر الخسوف الكلي في 26 يوليو 1953 واحداً من أطول الخسوفات الكلية في القرن العشرين، حيث استمر 100 دقيقة و 43 ثانية”.

وتابع: “خسوف القمر يوم السبت يبدأ في نفس التوقيت على مستوى الكرة الأرضية حيث سيبدأ دخول القمر إلى منطقة شبة الظل المنطقة الخارجية لظل الأرض في الساعة 12:01 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة وفي هذه المرحلة يخفت ضوء القمر إلا أنه لا يزال قرصاً كاملاً”.

وقال أبوزاهرة: “يبدأ الخسوف الجزئي الساعة 1:15 ظهراً مع دخول القمر إلى ظل الأرض “المنطقة الداخلية للظل” البالغ عرضها حوالي 1.4 مليون كيلومتر ويبدأ قرص القمر في الظلمة تدريجياً إلى أن يصل الخسوف مرحلة الكلية الساعة 2:57 عصرا وبعد دقائق يصل الخسوف ذروته العظمى الساعة 3:00 عصرا وينتهي بعد ذلك الخسوف الكلي الساعة 3:02 عصرا ويعود خسوفا جزئيا”.

وأضاف: “بعد ذلك يخرج القمر تدريجيا من منطقة ظل الأرض إلى أن ينتهي الخسوف الجزئي الساعة 4:44 عصرا ويكون كامل قرص القمر مضاء ولكن لا يزال في منطقة شبة الظل الأرض التي سيغادرها الساعة 5:59 مساء”.

وأردف: “خسوف القمر يحدث عندما تكون الشمس والقمر الأرض في خط مستقيم منتصف الشهر العربي وتقوم الأرض بمنع ضوء الشمس من الوصول إلى القمر وتقوم الأرض بإسقاط ظلها على القمر وهذا الظل يغطي كامل القمر ويسبب حدوث خسوف كلي للقمر”.

وتابع: “على الرغم من أن الأرض تحجب ضوء الشمس بالكامل من الوصول إلى القمر بشكل مباشر إلا أن القمر لا يزال مرئيا بالعين المجردة خلال مرحلة الخسوف الكلي وهذا بسبب أن الغلاف الجوي للأرض يكسر ضوء الشمس وبشكل غير مباشر يضيء سطح القمر، وأثناء ذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بإزالة أو حجب أجزاء من طيف ضوء الشمس ما يترك فقط الأطوال الموجية الطويلة اللون الأحمر ومشتقاته ولذلك يظهر خسوف القمر الكلي عادة باللون الأحمر”.

وقال: “يمكن أن يظهر خسوف القمر الكلي أيضاً باللون الأصفر أو البرتقالي أو البني وهذا بسبب الأنواع المختلفة لجزئيات الغبار والغيوم في الغلاف الجوي الأرض التي تسمح بأطوال موجية مختلفة بالوصول لسطح القمر”.

وأضاف: “خسوف القمر من السهل رؤيته بالعين المجردة ومن خلال منظار ثنائي العينية يمكن رؤية تفاصيل أفضل لسطح القمر ولكن لا توجد حاجة لاستخدام المنظار، وعلى عكس كسوف الشمس؛ فان خسوف القمر لا يؤثر على العين أبدا ولا توجد حاجة لاتخاذ احتياطات السلامة”.

وأردف: “يمكن ملاحظة أن خسوف القمر لا يتكرر في كل شهر وهذا بسبب أن مستوى مدار القمر حول الأرض مائل بمقدار خمسة درجات بالنسبة لمستوى دوران الأرض حول الشمس، إلا انه توجد نقطتان حيث يلتقي المداران، وتسمى العقد القمرية، ويمكن للخسوف أن يحدث فقط بالقرب من تلك العقد القمرية”.

جدير بالذكر أن هذا الخسوف الكلي للقمر يأتي ضمن سلسلة نادرة تسمى “الخسوفات الرباعية” والتي تتكون من أربعة خسوفات كلية للقمر متتالية يفصل بين كل خسوف منها ستة أشهر ولا يقع بينها خسوف جزئي أو خسوف شبة ظل.

وقد بدأت هذه السلسلة من الخسوفات الكلية بدأت في 15 ابريل 2014 ومن ثم 8 أكتوبر 2014، ويتبقى خسوفان في 4 ابريل 2015 وسوف تنتهي هذه السلسلة بخسوف 28 سبتمبر 2015.

Exit mobile version