* ربع قرن من عمر الدول.. ليس بالشئ السهل الذي يمكن تجاوزه.. وكمثال بسيط ومن السودان الكبير.. استطاع الجنرال عبود رحمه الله.. إنجاز الكثير من المشاريع والبنيات الأساسية في ست سنوات فقط.. انتهت بما يسمى بثورة أكتوبر التي تم طبخها مع الأحزاب التقليدية.. ومجلس الكنائس العالمي بعد طرد المبشرين من الجنوب ومندوب المخابرات الأمريكية الذي كان يتجول قبل (21) أكتوبر بالقرب من جامعة الخرطوم.. وحتى الشرطة تم اتهامها بقتل الطلاب.. رغم أن قائدها لم يأمر بإطلاق النار.. بعض الباحثين يعرفون ذلك.. وعادت الأحزاب وفشلت كعادتها.. وظهر (النميري).. وحاول.. وفشل.. وسقط (بثورة).. يدعي قيادتها الكثيرون.. المهم أن ربع قرن من الزمان يعني (الكثير) لدول تحترم الإنسان والمواطن.. والزمن.. والتاريخ..!!
* وبعد ربع قرن.. قد يزيد قليلاً.. تحاول (الدولة الإنقاذية) إنقاذ منو.. من شنو إلى الآن لا نعرف.. تحاول أن تعود إلى المسار الصحيح.. وهذا المسار.. يتطلب إزالة الكثير من معوقات الطريق.. وإطفاء نيران الغضب.. ومرارات النفوس.. وهي كثيرة جداً.. وكانت المشاركة في حرب اليمن فرصة لا تعوض.. نرجو ربطها بما يدور في الداخل:
(1) الوجوه التي لازمتنا ربع قرن من الزمان وأدمنت الفشل.. ويحميها (النظام) لأنهم من أهل البيت.. انتهزوها فرصة رغم فشلهم.. وأثروا وبالغوا في الثراء.. رغم تواضع مقدراتهم العلمية.. والفكرية.. والإدارية.. وهم (الحلقة) المقربة من الجوار.. يجب أن يغادروا فوراً… ولكن لابد أن يحاسبوا قبلاً..!!
(2) ما يسمى بمحاكم أمن الثورة.. هي مجازر لا تنسى في حق مواطنين.. أعدموا في أموال هي حق صريح لهم.. بعدها أين وصلت العملة الصعبة وتجارتها.. ومن المتسبب فيها حالياً..؟؟!!.. وكيف أصبحت (دواليب) بعضهم بنوكاً خاصة.. بها؟!!
(3) وكيف يمكن جبر الضرر في الدم المسفوح؟!.. خاصة مجزرة رمضان..!!
(4) من قتل الشباب في أحداث سبتمبر.. هل ليس من حقهم الاحتجاج على غلاء الأسعار..
(5) سياسة التمكين.. أخرجت الكثيرين إلى الصالح العام.. ربع قرن بعضهم ضرب في أقطار الأرض.. بعضهم سكن تحت التراب.. سكوناً أبدياً.. بعضهم خرج وهو في ريعان شبابه.. حتى دون معاش.. بعضهم تفككت أسرهم بعد أن تشرد عائلها.. وهل درست مراكز الأبحاث بجدية.. ظواهر انتشار المخدرات.. وتجارة الخمور.. وتفشي مرض الأيدز.. والسرقات.. والاحتيال.. وحتى الدعارة (الثابتة).. والمتحركة..؟!!
(6) الثراء الغريب.. والمخيف.. والفجائي الذي طرأ على البعض بدعوى أنهم رجال أعمال أو رؤساء مجالس لبعض البنوك.. لدرجة أن يتنازل (بعضهم) عن (المليارات) لأسباب دعائية.. مليارات البلاد في أمس الحاجة اليها.. ولكن حب الذات يولد الكثير من المرارات.. خاصة ممن نبتوا كحشيش ما بعد المطر.. في أرض بلادنا.. وغيرهم من كبار المسؤولين وأنجالهم وأصهارهم.. ومراكز تجارتهم الخارجية.. ما بين (دبي) وجنوب شرق آسيا.. وموسكو.. والصين.. وحتى طرابلس الغرب.. اكشفوا لنا الحقائق لأننا نسمع عن الكثير.. ولا بأس من الشفافية.. وفتح الصفحة والبداية من أول السطر..؟!
(7) ملف الفساد.. (الداخلي) في تزايد.. لا يحتاج الى إثبات.. الهياكل الأسمنتية.. والأبراج شبه الخاوية والعالية.. والمزارع الفاخرة.. والقصور العامرة.. لأناس قدموا من قاع المدينة وشوارعها الخلفية.. وقراها ودساكرها البعيدة.. وقصص وأساطير (التحلل).. (والتحرش).. وسوء الخُلق.. كل ذلك جزء من رأس جبل الجليد.. الأمر يتطلب.. أن يكون الحساب ولد..!؟!
(8) ربع قرن من الزمان.. وأكثر.. دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت.. الكثير من النمل على امتداد ما تبقى من السودان.. دخل إلى شارع المطار.. وخرج بما حمل..!!.. نريد شرحاً..
* الكلام كثير.. والأمر يتطلب سرعة الحساب.. بعد محاولات العودة إلى جادة الطريق.. وأن نحاول أن نبني بنياتنا الأساسية من جديد بدل الطواف على الدول (بقرعة) الاستثمار.. وهو نوع حديث من (التسول) نحن في غنى عنه.. في بلاد زاخرة بالخيرات.. والإمكانيات الظاهرة والباطنة..
* العرب والمسلمون.. ما زالوا يحبوننا.. والعالم يرتجي منا الكثير.. وحتى نكون صادقين لابد أن يغادر الكثيرون المسرح.. ولابد أن يحاسبوا على نفس المسرح..
* وأهلنا يقولون.. الحساب ولد.. قبل أن يداهمنا الكهنوت القادم من متحف التاريخ.. هم وسلالتهم.. نريد في المسرح أشكالاً جديدة.. (لنج)..!!