غالبا ما تصنف الغيرة على أنها ضعف أو عدم ثقة بالنفس، بيد أن العلماء يؤكدون أن الغيرة سلوك متأصل في الجينات له بعض الفوائد، لكنه يمكن أن يتحول إلى حالة مرضية. فما هي أنواع الغيرة وما هي فوائدها؟
يفسر البعض مشاعر الغيرة على أنها مشاعر نابعة من عدم الثقة بالنفس، وهو تفسير يصفه علماء النفس بـ”الهراء” نظرا لأن مشاعر الغيرة موجودة في الجينات ولأسباب تتعلق بحماية العلاقة. ونقلت صحيفة “دي فيلت” الألمانية عن المعالج النفسي الألماني، فولفغانغ كروغر، قوله إن “الخوف على ضياع العلاقة العاطفية” هو أساس الغيرة. وينتج هذا الشعور بالتهديد نتيجة للإحساس بوجود طرف آخر في حياة الشريك.
ويتفق كروغر مع المقولة السائدة بأن الغيرة دليل على الحب ويرى أن الغيرة الطفيفة هي تعبير عن الحب والاهتمام بشريك الحياة. ويقسم الخبراء الغيرة لثلاثة أقسام: الطفيفة والمتوسطة والشديدة. وفي الوقت الذي تعتبر فيه الغيرة الطفيفة دليلا على الحب، يمكن أن تتسبب الغيرة الشديدة في تدمير العلاقة، إذ يمكن أن يصل الأمر لتفتيش الأشياء الخاصة بشريك الحياة بشكل مستمر. أما الغيرة المتوسطة فهي التي يبدأ فيها الشخص بالقلق الشديد لأي شيء بسيط له علاقة بشريكه.
ولا يمكن للعلماء تحديد المرحلة التي تتحول فيها الغيرة من تعبير عن الحب إلى حالة مرضية، لكنهم ينصحون في هذه الحالة ببحث أسباب الغيرة والتي يمكن أن تمتد جذورها لما قبل العلاقة أو بسبب التعرض لخيانة في علاقات سابقة. في الوقت نفسه يمكن النظر للغيرة كـ”جهاز إنذار” يشير إلى غياب عنصر ما في الحياة الزوجية وهنا يجب الوقوف وإمعان النظر في المشاعر التي ربما تكون ضاعت بسبب روتين الحياة اليومية، كما يقول كروغر. ومن الجوانب الإيجابية في مشاعر الغيرة أنها تعطي للطرفين فرصة الجلوس سويا وتقييم علاقتهما وتتيح لكل طرف الحديث بشكل صريح عن مشاعره ورغباته.
جريدة البشاير