عقبال التوحد في صوم رمضان

لي صديق أحرص على زيارته آخر كل شهر حينما يكون في أشد حالات الفلس المادي وأكثر ساعات (الغني) الفكري..

جئته والشاشات تنقل الأحداث في اليمن، فقلت له: ما رأيك في التوحد العربي الأخير؟

فقال لي: عقبال التوحد في صيام رمضان وتثبيت العيد.. وأسهب في حديث طويل عن الفرقة العرسلامية، وأن الاختلاف في أول أيام الصيام يحمل أكثر مما يبدو.

*قلت له يعني… فقاطعني قائلا: يعني أن ثمرات الربيع العربي أتت أكلها وأن النار التي حرقت البوعزيزي لن تطفئها إلا الوحدة..

– أقصد…

– تقصد أن أغنية سوسن الحمامي التونسية وأمل عرفة السورية وجوليا بطرس اللبنانية بكلمات الشاعر الليبي (وين الملايين) قد اقتربت استجابتها.. وأخذ يدندن..

-لا بل أعني..

-أيوة أيوة.. ديك معمولة لإسرائيل والاتحاد هذا لإيران.. دي خطوبة والعقد بيجي مع العرس

– أراك متحمسا هذه المرة ومؤمنا بالوحدة؟!

– بل في كفري القديم بها.. لكن قلنا ندي السلام فرصة.

– مشاركة السودان كانت صدفة ؟

-صدفة دي أغنية لوردي يا فردة.. منذ إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية كان الحلف هذا قائما

-والتقارب المصري؟

– سد النهضة يا حبيب بيوفر الماء والكهرباء والتعاون المشترك.

– ماذا سيستفيد السودان في نظرك؟

-لو استعاد كل ما خسره من موقفه في حرب الخليج بيكون ما قصر.

– هل سيستفيد اقتصاديا؟

– لا أظن.. دول البترول ستغل يدها ما دام أن سعر البرميل قد نزل إلى النصف.. لكنها ستقوم بدور وسيط جيد لرفع العقوبات..

– كأنك تعني أن الوحدة الأخيرة كلها لمصالح؟

– لا يوجد أمر من غير مصلحة.. حتى الحرب لمقاتليها قد جعل لهم نصيب من المغنم.. الحج يصحبه تبادل تجاري.. الزواج لقيام أحلاف وتقريب بعيد وزيادة القريب قربا كما في خطب النكاح..

– هل ستسكت إيران؟

– لو قفلت صوت التلفزيون وتركت الصورة ستفهم أيضا ما يجري… إيران إن سكتت أو لم تسكت.. هذا التحالف أدهشها وسيجعلها تفكر قبل كل خطوة..

– لكأن الشيعة في نظرك أشد خطورة من إسرائيل؟

-أمريكا أخطر منهما الاثنين.. شوف.. أمريكا هذه الأيام قد اقتربت من إيران وبعدت عن إسرائيل كما يبدو..

– ماهي الحقيقة كما ترى؟

-الحقيقة أن ابتعادها الـ (مفتعل) عن إسرائيل ليفوز نتنياهو..

-يا زول !!

Exit mobile version