أطلقت المملكة العربية السعودية عملية عسكرية واسعة في دولة اليمن تحت مسمى «عاصفة الحزم»، بمشاركة عدد كبير من الدول وعلى رأسها السودان لإرجاع الشرعية. واستهدفت غارات جوية عنيفة بأكثر من «179» طائرة حربية للتحالف، مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة في صنعاء ومقر قيادة قوات الاحتياط جنوب صنعاء. وتغطي الضربات الجوية والعمليات العسكرية كل أنحاء وجود الحوثيين في اليمن، وقد أدت إلى إغلاق أجواء البلاد وموانئها تماماً، وفيما أكدت السعودية أن السودان ومصر والأردن والمغرب وباكستان وخمساً من دول الخليج تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية، أعلنت الخرطوم رسمياً مشاركتها القتالية على الأرض باليمن ضمن قوات لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية. وأعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، أن بلاده ستشارك بقوات جوية وبرية في العمليات ضد المقاتلين الحوثيين باليمن. ونقل عبد الرحيم للصحافيين، أن الجيش بدأ تحريك آليات باتجاه منطقة العمليات، بينما قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لدحر مقاتلي جماعة الحوثي.
الضربة الأولى
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين، ونتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام و«4» طائرات حربية، دون أية خسائر في القوات الجوية السعودية.
وطال القصف الجوي دار الرئاسة اليمنية التي اشتعلت فيها النيران جراء القصف، وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء، إضافة إلى معسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء.
حظر جوي وبحري
وأفاد مراسلنا في السعودية، أن الضربات الجوية على مواقع ومعاقل الحوثيين ما زالت مستمرة، وأن الطائرات تقوم بطلعات من عدة مطارات عسكرية بالمملكة وتشارك فيها أيضاً طائرات من التحالف.
وأضاف أن «عاصفة الحزم» فرضت حظراً جوياً على أجواء اليمن، بينما حذرت الرياض السفن من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وأشار إلى أن القوات السعودية قامت بإنشاء ساتر على طول الحدود مع اليمن بالتزامن مع الضربات الجوية. وأوضح أن العملية العسكرية مستمرة، وأنه لا توجد مؤشرات على اقتراب توقفها، وأنها تحظى بقبول شعبي.
حماية المقدسات
أعلن المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد، أن مشاركة الجيش تأتي في إطار العلاقات الحميمة بين السعودية والسودان، ومن منطلق المسؤولية الإسلامية في حماية أرض الحرمين وحماية الدين والعقيدة، وأكد الصوارمي في بيان تلقته «الإنتباهة»، أن السودان سيشارك بقوة ومنعة وعزة في عمليات «عاصفة الحزم» لتبقى السعودية آمنة ومستقرة، وبلداً حراماً تأوي إليه الأفئدة والأبدان. وأضاف أن الشعب السوداني لن يبقى مكتوف الأيدي والخطر يحدق بقبلة المسلمين. وقطع الصوارمي أن مشاركة القوات المسلحة في عملية «عاصفة الحزم» تعبير عن رغبة الأمة في حماية المقدسات وقبلة الأمة الإسلامية، وقال: «هي هبَّة أهلنا لحماية أرض الحرمين الشريفين»، وتابع قائلاً: «وإنها لعاصفة الحزم إن شاء الله»، وكشف عن اتصال هاتفي أجراه وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم من حسين أمس الأول، مع رئيس هيئة الأركان السعودية عبد الرحمن بن صالح البنيان للتنسيق في الشؤون العسكرية.
تأييد الشرعية
وذكر وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد عبيد الله، أن السودان يتابع الأوضاع في اليمن منذ مدة بعيدة، وأوضح أن السودان ظل يرصد المحاولات المتعددة لمليشيات الحوثيين لعرقلة الحوار الوطني والعملية السلمية التي ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي على نحو أصبح يهدد سيادة ووحدة اليمن والمنطقة العربية وأمن وسلامة السعودية، ونبه في بيان ألقاه أمام اجتماعات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية المنعقدة بالقاهرة أمس، إلى أنه وتأسيساً على التطوارت التي تجري على الأرض الآن، أعلن السودان دعمه الكامل واللا محدود لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية. وأكد على مشاركته الفاعلة حالياً على الأرض ضمن قوات التحالف دعماً وإنقاذاً للمنطقة العربية من المآلات السالبة.
تنسيق مخابراتي
وأعلن البيت الأبيض في بيان له أمس، أن القوات الأمريكية لن تشارك عسكرياً في اليمن، إلا أنها ستقوم بتقديم دعم مخابراتي عبر خلية تنسيق مشتركة مع السعودية، وتابع البيان: أن أمريكا تراقب عن كثب تهديدات جناح القاعدة في اليمن وستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة لأمريكا ومواطنيها.
طوارئ الطيران
كشفت سلطة الطيران المدني عن نجاحها في إدارة الحركة الجوية الكثيفة العابرة للسودان أمس نتيجة لإغلاق المجال الجوي اليمني، واتجاه الطائرات المدنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج لاتخاذ مسارات بديلة بالمجال الجوي السوداني. وقال مدير إدارة الحركة الجوية بالطيران المدني أبوبكر الصديق لـ«إس إم سي»، إن مركز الملاحة الجوية بالخرطوم وبما وصل إليه من تقنية عالية في الأجهزة والمعدات والكوادر البشرية المدربة، استطاع تطبيق خطة الطوارئ بالتعاون مع الدول المجاورة خاصة السعودية ومصر، وتمكن من إرشاد الطائرات العابرة لأجواء المنطقة فوق البحر الأحمر والمتجهة من الخليج لإفريقيا وبالعكس لتمر بسلام بالمجال الجوي السوداني. أكد السودان مشاركته دول مجلس التعاون الخليجي القلق بشأن الأوضاع في اليمن، مؤكداً على شرعية الرئيس عبده ربه منصور هادي. وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة دكتور أحمد بلال عثمان في بيانه له، إنه بناء على المعطيات التي أفرزها الواقع السياسي والميداني في اليمن وما يشكله من تهديد لأمن الخليج والمملكة العربية السعودية قررت الحكومة السودانية التحرك والمشاركة عسكرياً في عملية عاصفة الحزم.
وأكد البيان أنه بناء على المعطيات التي أفرزها الواقع السياسي والميداني في اليمن وما يشكله من تهديد لأمن الخليج والمملكة العربية السعودية قررت الحكومة السودانية التحرك والمشاركة عسكرياً في عملية عاصفة الحزم، وأضاف أن الحكومة استعدادها للاضطلاع بدورها الطبيعي حسب ما تمليه عليها مصالحها الوطنية والتزاماتها العربية والإقليمية في إطار التحالف حتى اكتمال المهمة وعودة الشرعية.
وقال البيان إن الحكومة السودانية ترى إن مجريات الأحداث في اليمن باتت تشكل خطراً على أمن المملكة العربية السعودية وأمن منطقة الخليج، وبالتالي تهديداً مباشراً على أمنها القومي الذي لا ينفصل عن أمن المنطقة.
الانتباهة