نفى وزير الموارد المائية والكهرباء “معتز موسى” تقديم السودان لأي تنازلات من أجل إقامة سد النهضة، لافتاً إلى أنهم لعبوا دورا أساسياً في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مؤخراً من قبل رؤساء السودان ومصر وإثيوبيا بالخرطوم. وقال الوزير إن أبرز ما في جوهر وروح الوثيقة أكثر من تفاصيلها أنها نقلت من المزاج العام والخوف والتوجس إلى روح جديدة مليئة بالتفاؤل والثقة للمحافظة على مواردنا المائية. وذهب إلى أن العمل الذي تم كان مسؤولاً ولم يتضمن أي شروط غير حميدة. وقال: (الفيصل هو لجنة الخبراء السودانية والتي تتكون من (24) خبيراً في مجال المياه والبيئة والاقتصاد وهندسة المياه وسلامة السد). وأضاف: (من قال غير ذلك فليأت بالدليل ويجلس مع الخبراء).ولفت “موسى” في اللقاء المفتوح بينه والإعلاميين بالقراند هوليدي فيلا بالخرطوم أمس (الأربعاء) إلى أن سد النهضة يعتبر عملاً تاريخياً سيتأثر به السودان حاضراً ومستقبلاً وأنه (نصر كبير بالنسبة لنا وبه منافع كثيرة)، مشيرا إلى أن الثلاثين من الشهر الجاري سيشهد اجتماعاً لوزراء الموارد المائية الثلاثة لانطلاق العمل بالسد. وأكد الوزير أنه لم يتم طرح أي قضية سياسية مع قضايا المياه، وأن قضية حلايب لم تطرح. واستطرد: (لأنه ليس من الحكمة بمكان أن نداخلها مع قضايا المياه). وأضاف: (أنا لست وزير الخارجية).ورأى الوزير أن قضايا المياه قضية موت أو حياة، وأنهم لن يتركوها رهينة للحقوق. وقال: (حقوقنا سنأخذها وستمضي الحياة في كافة النواحي السياسية) مشيراً إلى أن موقف السودان واضح من قضية حلايب. وأبان (يجب إبعاد السياسة عن قضايا المياه)، مؤكداً أن قضايا المياه واضحة وأي جهة ما طرف فيها ستظل إلى قيام الساعة ليس بطرف فيها ـ بحسب تعبيره.ونبه “معتز” إلى أنه ليس في نية السودان أن يأخذ متراً مكعباً زيادة من حصته المقررة في اتفاقية 1959م. وقال: (هو اتفاق ومعاهدة حتى إذا كانت مع الكافر نحن ملتزمون بها ناهيك عن دول الجوار)، مشيراً اإلى أن مصر نفسها ليس في نيتها هذا الاتجاه.
المجهر السياسي