أود اليوم التوجه بالتحية والتقدير لمواطن إسرائيلي محترم، ولو قابلته لخلعت باروكتي أو طقم أسناني احتراما له.. الشخصية اليهودية النمطية تحب المال أكثر من حب الولد والوالدين.. ومعظم النكات عن اليهود تتعلق ببخلهم ولعل أشهرها تلك التي تحكي حكاية ثري يهودي كان على فراش الموت وجاءته نوبة صحو فسأل: أين ولدي يوشع جاءه الرد: أنا هنا يا أبي!! فسأل عن كوهين فكان الرد بأنه موجود قرب فراش الأب! طيب فين بنيامين؟ أنا هنا يا دادي.. وعيرزا؟ تمام يا فندم؟… إيلي؟ معك يا بابا.. وأين البنات؟ سارة وجيزيل وغولدا.. فقال ثلاثتهم: نحن هنا!.. انتفض الأب من سريره وفرح عياله لأنهم حسبوا أنه استرد عافيته ولكنه صاح فيهم: كلكم هنا.. عليكم اللعنة.. يعني الدكان مقفول يا أولاد ال…….؟
الإسرائيلي المحترم الذي أتحدث عنه اليوم «غير شكل»، فلسبب او لآخر لم تكن أمه وجدته التي هي أم أمه تحبان زوجته بينما كان هو وما زال شديد التعلق بها، وظلت الوليتان (مثنى ولية) تلحان عليه ليطلقها فيرفض بشدة.. وبعد عشر سنوات من الزواج توفيت الجدة تاركة الملايين لحفيدين اثنين أحدهما صاحبنا هذا، ولكنها اشترطت ان يحصل على ملايينه فقط إذا طلق زوجته، أو بعد أن تتوفى تلك الزوجة ويصبح هو أرملا!!
انظروا حب السيطرة في تلك المرأة حتى وهي تحت التراب، وبالمناسبة ففي المجتمعات اليهودية – حتى الغربية منها – هناك سلطات غير قابلة للنقاش للأب والأم والجدة وكبار السن عموما في العائلة، ولنعد إلى تلك الحيزبون المليونيرة التي تريد ممارسة السلطة والتسلط من القبر ولنوجه لها سؤالا: هب أنك كنت تكرهين زوجة حفيدك وأنت على قيد الحياة، ماذا تكسبين من طلاقه منها بعد موتك يا عجوزة.. عجوزة؟ يا كومة عظام؟
عندما أبلغ المحامي الزوج الصامد بشروط جدته لمنحه نصيبه من الورثة قال للمحامي: خلي فلوسها تنفعها في قبرها، ولن أبيع زوجتي بملايينها لأن الحب والوفاء أغلى من كل كنوز الأرض. هناك من سيقول إن صاحبنا غبي لأنه كان بإمكانه ان يطلق زوجته ويحصل على الملايين ثم يرد الزوجة إلى عصمته!! لا يقول مثل هذا الكلام إلا مستهتر بقيمة ومعنى ومغزى الرباط الزوجي، فالشخص المحترم لا يساوم في العلاقة الزوجية بالمال، وكتبت أكثر من مرة عن مهاجرين عرب نالوا اللجوء السياسي في بلدان أوربية وطاب لهم العيش بالأوانطة بالحصول على عون شهري ثابت ومساكن مجانية، ولكنهم استمرأوا حياة الدعة والخمول وسعى بعضهم لزيادة دخله بطلاق زوجته: يبلغ الزوج القاضي الخواجة انه طلق زوجته ويسجل القاضي الواقعة بدون سين وجيم من منطلق ان الاسلام يبيح للزوج الطلاق، ويقدم الزوجان أوراق الطلاق لمؤسسات الرعاية الاجتماعية.. في الدول الغربية إذا تطلق زوجان مسيحيان فإن المحكمة تقضي بان يتقاسما بيت الزوجية ويعيش كل منهما في قسم منه، ولكن جماعتنا الاوانطجية يعرفون استثمار الاسلام حتى ولو كان ذلك يتعارض مع روح الاسلام ويقولون للمسؤولين ان دينهم يحرم عليهم العيش في مكان واحد بعد الطلاق، فيحصل كل واحد منهم على بيت منفصل يتم تأجير أحدهما «كتامي» ثم يذهبان إلى مأذون مسلم لإبرام عقد زواج جديد ليعيشا سويا. هذه تجارة حقيرة برباط يوصف بأنه «مقدس».
أليس صاحبنا اليهودي الذي رفض بيع زوجته نظير الملايين أشرف من جماعتنا الذين يتحايلون على القوانين ويعبثون بالرباط الزوجي باسم الدين؟
jafabbas19@gmail.com