خريف العمر: المراهقة المتأخرة.. أزواج يتصابُون وزوجات مقهورات وصامتات

ما إن تنتهي مرحلة الطفولة، حتى يجد الشخص نفسه في غياهب مرحلة أخرى، غريبة عنه يتحور فيها فسيولوجياً وسيكولوجياً، هذه التحورات هي التي تحدد شخصية الإنسان التي ستلازمه مدى الحياة، لذلك هي تختلف تماماً عن كل ما سبق من مراحل، لما تحيط بها من أسرار وتفاصيل كثيرة لا يسمح لأي أحد باختراقها أو إفشاء بعضها.

لكن السؤال الذي نود طرحه في هذه المساحة، هو هل يمكن أن يراهق رجل أربعيني أو امرأة؟ أم تعد مرضاً في هذه السن؟.

التنشئة من ورائها

سمعت ولاء عوض الكريم (طالبة) عن المراهقة المتأخرة كثيراً، لاسيما تلك التي تظهر في سن الأربعين والخمسين. وقالت لـ (اليوم التالي) كنت ولا زلت أسمع عن المراهقة المتأخرة وما يحدثها فيها من تصرفات صبيانية، الأمر الذي دفعني للتساؤل كون أنه ناتج عن مرض نفسي؟ أم احتياج عاطفي؟ وحكت ولاء أنها صادفت في أحد الأيام رجلاً مسناً كان يعاكس فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها أثناء وقوفها في المحطة تنتظر المواصلات العامة حتى تتمكن من الوصول إلى منزلها. وأضافت: في الحقيقة أنني استغربت هذا التصرف من ذلك العجوز المسن الذي قلل من قيمة نفسه وسمع ما سمع من الشتائم، وتعتقد ولاء أن التنشئة هي ما أوقعت ذلك العجوز في هذا الفخ، وأن الإهمال الأسري وعدم إشباع رغباته أو الاهتمام به هو ما قاده إلى المراهقة المتأخرة.

تصرفات مراهقين

لاحظت فاطمة وحيد (مواطنة) ميول كثير من الرجال الذين تجاوز سنهم الأربعين إلى الرجوع مرحلة الشباب مرة أخرى، عن طريق صبغ الشعر وارتداء ملابس لا تناسب عمرهم الحقيقي، لاسيما الذين يقومون بحركات وتصرفات شباب مراهقين لم يبلغوا العشرين بعد. وتابعت فاطمة: بالتأكيد لا يدري الشخص المعني أنه يقلل من شأنه ومن وضعه الاجتماعي، ويفقد بالتالي احترام الآخرين له. وأرجعت فاطمة سلوك ذلك الرجل وانتهاجه ذاك النهج لإهمال زوجته، لكنها رجعت وقالت ربما يكون لنقص في عقله ناتج عن فقد شيء ما في طفولته، أو أنه لم يعش تلك المرحلة بكل تفاصيلها، وربما كان والده شخصية صعبة جداً ويجيد الشتم فتفنن في قهره، لذلك نشأ تنشئة تخلو من الاتزان، وأردفت: كل ذلك يجعله محل سخرية الآخرين لاسيما الأصغر سناً.

الزوجة هي السبب

وفي ذات السياق، يرى مصطفى ختام – موظف – أن المراهقة المتأخرة لا تختلف عن المبكرة في شيء، لأنها لا تخلو من النزوات. وأضاف: المرأة هي المسؤول الأول عن كل ما يحدث لزوجها، لأنها أتاحت له الفرصة لذلك وأنها غير قادرة على فهمه، ودائماً ما تهمله ولا تستطيع إشباع رغباته وغرائزه، لذلك لابد أن تتعامل المرأة معها بكل هدوء، لأنه يعاني من مشاعر متقلبه.

الاحتواء ضروري

أوضحت اختصاصي الطب النفسي والعصبي سلافة بسطاوي، أن المراهقة المتأخرة لا تصيب كل الناس، وأن التربية لها الأثر الكبير في سن المراهقة، وهي فترة لابد أن يعيشها الإنسان ويخوض تجربة التعامل معها، وقالت: من الطبيعي أن ينمو الإنسان ويصير ناضجاً ومسؤولاً عن نفسه وتصرفاته، لذلك لابد أن يحذر لتصرفاته ويتعامل مع الأمور بوعي وإدراك. وأضافت الإنسان في سن المراهقة دائماً ما يتعامل مع من هم أكبر منه سناً لخزن أكبر كمية من المعلومات التي من المفترض أن يعيشها في مراحل عمره القادمة، وأن المراهق الذي يتجاوز عمره الأربعين أو الخمسين دائماً ما يظهر بمظهر لا يناسب سنه ولا وضعه الاجتماعي، والوظيفي لعدم نضوجه العاطفي في السن العمرية التي وصل إليها، وكذلك سلوكه وفكره لم ينضجا بعد، لذلك يرجع إلى سن المراهقة الأول، فيحدث له اضطراب في السلوك والمظهر واستخدام عبارات لا تليق بعمره ومصاحبة من هم أصغر منه سناً، أشارت سلافة من خلال حديثها لـ (اليوم التالي) إلى أن التربية لها دور كبير في ذلك الأمر، لذلك على الزوجة اختيار وسيلة مناسبة تمكنها من التعامل مع هذا النوع من الرجال حسب المنظور الذي تراه، لأنها تعلم مدى تقصيرها، ونصحت الزوجات بوضع الرومانسية في أولوياتهنّ لأنها تعد إحدى المعالجات لتلك الحالات وإشباع رغباته وغرائزه بأشكالها المختلفة، لذلك لابد أن تحتويه.

اليوم التالي

Exit mobile version