مذ رحل نزار قباني ونحن نحاول انقاذ النار التي أشعلها فينا ومضى ذلك الطفل الزوبعة . الشاعر الذى حيث يمر تشتعل بمرورة فتيلة الشعر ، نقف مندهشين أمام رمادنا بعده..!
لماذا خالفنا نصائحه ورحنا نؤمّن على حياتنا ضد الحرائق الجميلة ؟ ومانفع ما ننُقذُه؟ وماذا لو كان الشيء الوحيد الذي أنقذناه حقاً هو كل ماسرقناه من العمر ثم سلمناه وليمة للنار ..نار الأيام لتلتهمه؟
ليس عجباً أن يكون نزار قد غادر ذات ربيع ، وأنهى حياته بطلب كوب من الماء من ابنته هدباء، فنزار قباني حالة نارية قبل أن يكون حالة شعرية، إنه من سلالة “بودلير” الذى كان يقول ليُثبت غرابته، أنّ أول كلمة لفظها عندما بدأ النطق كانت ALLUMETTE أي كبريت . لا أظن “نيرون” نفسه قد طالب أبويه حال وصوله إلى العالم بالكبريت بدل “البيبرون ” .وهو الذي أحرق روما فى نزوة لهب. فمن أين جاءت نزار تلك النزعة النيرونية لإضرام النار فى تلابيب النساء اللائي أحببنه وأحبهن، كيف أشعل بقصائده أثواب نومهن، وفساتين سهراتهن، ومناديل بكائهن، وكل ما لبسنه لموعدهن الأول معه، أو ما نسينه فى غرفته من عقلهن، بعد موعد حب؟