اغتيال جسر

* قالت محدثتي: (إن لم تنصح صديقك هذا وتجعله يقلع عن عادة إدمانه لعمله فإنني سوف أرتكب في حقه ما لا يحمد عقباه)!

* تلك المرأة كانت تتحدث عن زوجها.

* وزوجها الذي هو صديقي الصدوق كان يمتهن مهنة الصحافة، وهو من المخضرمين فيها..

* في مطلع حياته الزوجية علمناً أنه قضى شهر العسل في قبرص.

* ووقتها أكل الحسد زميلاتها وترعرعت الغيرة بينهن منها.

* الكلمات تخرج من أفواههن: يا بختها..

* سوف تقضي أجمل أيامها بجانب الصخرة التي انفلقت بقربها.

* قوقعة كبيرة قبل آلاف السنين..

* وخرجت منها أجمل امرأة ألا وهي (أفروديت) أو (فينوس).

* التي ولدت من زبد البحر كما تقول الأسطورة!!

* بيد ان ما تجهله الصديقات الحاسدات الغيورات..

* أن صديقي (حام) بعروسه على المؤسسات الصحفية هناك طوال الشهر..

* ولم تشاهد العروس زبد بحر المتوسط أو القلعة التركية أو قمة الأولمب أو حقول الزيتون.

* لم يرسخ في ذهنها عند العودة سوى هدير وأزيز ماكينات المطابع..

* ومنظر الحمار القبرصي الذي يجتاز الممرات الجبلية.

* إن صديقي من الذين يمكن أن نطلق عليهم عبارة (مدمن عمل).

* وهو في بلده قد (أدمن) الصحافة ويجهد نفسه حتى في أوقات الراحة حينما يعود إلى منزله أو في أيام العطلات..

* وليس لديه وقت حتى لزوجته أو لأبنائه.

* وقد نصحت صديقي أن يلجأ إلى طبيب نفسي حتى يخرجه من مأزق هذا (الإدمان المهني).

* لكنه ضرب بنصيحتي عرض تلك القصاصات من الصحف والمجلات التي كان يجمعها ويربطها بـ (دبارة) داخل حجرته.

* وتجمعت منها أعداد هائلة حتى وصلت سقف الغرفة!!

* وأخشى أن تنهار عليه إثر تفكير أحمق من زوجته تلك..

* خاصة وأنها توعدت بـ(ارتكاب ما لا يحمد عقباه!!)..

* وقد مات الجاحظ قبل ذلك إثر انهيار كتب مكتبته عليه!!

* وتذكرت حكاية تلك السيدة الإيطالية التي قتلت زوجها المهندس الجسور حيث قالت في المحكمة:

* طيلة أعوام وأعوام وأنا أعيش مع جسر وليس مع رجل..

* في السهرات مع الأصدقاء كان يتحدث عن الجسور..

* في غرفة الجلوس وبعد عودته من العمل كان الجسر هو همه الوحيد.. وكان الجسر يدخل معنا غرفة النوم!!

* وعندما قررنا زيارة بنغلاديش في إجازة، فإنه كان يدفعني منذ الصباح للبحث عن الجسور..

* وفي مساء كان يتحدث على أحد الجسور عن تأثير الصقيع على الخشب والحديد وكيفية إطالة حياة الجسر..

* وفي لحظة فقدت السيطرة على نفسها فدفعته من أعلى الجسر!!.

* أيها الأزواج احذروا إدمان العمل وإلا..!!

Exit mobile version